رئيس التحرير
علاء الجمل

"فخر العرب الحقيقي".. السوشيال ميديا تحتفي بالجندي المصري بطل عملية الحدود

الجندي المصري محمد
الجندي المصري محمد صلاح

لا تزال أصداء عملية الحدود بين إسرائيل ومصر، والتي نُفذت السبت المُنصّرم، مستمرة حتى هذه اللحظات، عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي.

 

ومنذ وقوع هذه العملية، التي تسببت في مقتل 3 جنود إسرائيليين، وإصابة 2 آخرون، ومنصات التواصل الاجتماعي، تشتعل فرحاً بتغريدات روّادها، مشيدين ببراعة ووطنية مُنفذها، والذي تبيّن بعد ذلك أنه الجندي المصري الشاب "محمد صلاح".

تفاصيل العملية

بدأ الأمر بإعلان الجيش الإسرائيلي، يوم السبت الماضي، مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة آخرين، برصاص "مسلح" على مقربة من الحدود مع مصر.

وأكد أنه عُثر على جندي وجندية مقتولين في موقع عسكري للجيش في ساعة مبكرة من صباح السبت الماضي، وبعدها بساعات، تم الإعلان عن مقتل جندي إسرائيلي ثالث و"مهاجم" آخر، وهو الجندي المصري الذي نفذ تلك العملية.


ومن جانبه، أعلن الجيش المصري، بياناً كشف فيه أن جنديًا مصريًا استشهد بعد اجتيازه الحدود مع إسرائيل خلال مطاردة مُهربي مخدرات، وأكد قيام فرد الأمن باختراق حاجز التأمين وتبادل إطلاق النيران وتوفي 3 جنود إسرائيليين وفرد التأمين المصري.

الكشف عن هويّة منفذ عملية الحدود


وخلال الساعات الماضية، تداول نشطاء التواصل الاجتماعي، مجموعة من الصور للجندي المصري، منفذ عملية الحدود، ويدعى "محمد صلاح"، وباتوا يؤكدون على شجاعته ووطنيته، كما تداولوا عدداً من المنشورات الخاصة بصفحته الشخصية عبر فيسبوك، والتي كشفت عن مدى وطنيته.


فخر العرب الحقيقي

ومنذ ساعات، أعلنت وسائل إعلام عبّرية، عن هوية الجندي المصري، وكشفوا بياناته كافة واسمه بالكامل، وأكدوا على أنه هو المنفذ الحقيقي لعملية الحدود، والتي تكبدوا بسببها خسائر وصلت إلى مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة آخرون.

ومنذ الوهلة الأولى لإعلان هويته، واشتعلت مواقع التواصل، احتفالاً وفرحاً بهذا الشهيد المصري، والذي لعبت معه الصدفة دورها، فهو يحمل نفس إسم لاعب ليفربول النجم "محمد صلاح".

المجند المصري محمد صلاح

تشابهت الأسماء واختلفت الأهداف

والجندي الذي يحمل نفس اسم لاعب كرة القدم محمد صلاح أو كما يُطلق عليه "فخر العرب"، حظيّ بإشادات واسعة من الجميع بعد استشهاده في هذه العملية، بل وصل الأمر إلى نشر عدد من المغردين صوره وأطلقوا عليه لقب "فخر العرب الحقيقي"، وفعلوا هاشتاج باسم "الشهيد_محمد_صلاح وفخر_العرب_الحقيقي".

نشطاء موقع التغريدات تويتر، دشّنوا أكثر من هاشتاج في حب الشهيد المصري، وأكدوا على أن المجند صلاح تشابه اسمه مع اللاعب محمد صلاح، لكن أهدافهما كانت مختلفة، إذ قال أحد المغردين في تويتر: "اسمه محمد صلاح... وظيفته ليست اختطاف الكرة والتلاعب بدفاعات الفِرق، بل اختطاف الأرواح والتلاعب بدفاع الكيان".

فيما كتبت أخرى: فخر العرب الحقيقي (محمد صلاح) هو ده اللي من دمنا.. الشهامة والجدعنة والرجولة والنخوة، رجل بألف رجل.

الشهيد محمد صلاح


من هو الجندي المصري "محمد صلاح"؟


محمد صلاح هو شاب مصري يبلغ من العمر 22 عاماً، ويسكن مع أسرته في شارع الهادي سلامة، بمنطقة عين شمس، وتوفيّ والده منذ سنوات في حادث سير، وكان يعمل بهيئة النقل العام.

ويعتبر الشهيد المصري، هو الأوسط بين شقيقين، الأكبر يدعى محمود، والأصغر عبده. ويعيش في منزل العائلة مع عمه يوسف، ويعول هو وشقيقه الأكبر الأسرة، بحسب مقربين.

صلاح لم يكمل تعليمه، فهو حاصل على شهادة الإعدادية ولم يوّفق في إتمام الثانوي الصناعي، وكان يعمل صنايعي ألوميتال في إحدى الورش بشارع أحمد عصمت، ثم عمل لفترة نجارًا مع خاله في القلج (الخانكة - قليوبية). وكان محبًا للرسم ويهتم بتصميم المطابخ، نظرًا لعمله.

التحق الشاب المصري، بالجيش في العام 2022، وخدم كفرد شرطة (أمن مركزي) على الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، في قطاع شمال سيناء.

وكشف مغردون أن أصدقائه، كانوا يلقبونه بالرسام نظراً لبراعته في الرسم، وكان محبوبا بين معارفه، مؤكدين أن خدمته العسكرية كانت ستنتهي قريباً.


آخر كلماته

تداول نشطاء في الساعات الماضية، منشورات للمجند المصري، تكشف آخر ما كتبه عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وكان آخرها: "من عُز بقوم ذُل بذلهم ، ومن عُز بالرحمن ظل عزيزاً"، كما تم تداول الصور والمنشورات على نطاق واسع.

منشور الشهيد محمد صلاح

إسرائيل تُسلم جثمان محمد صلاح


ومنذ ساعات، كشفت وسائل إعلام عبرية، بالتلفزيون الإسرائيلي أن إسرائيل أعادت جثمان المجند المصري منفذ حادث الحدود والذي أسفر عن مقتل وإصابة 4 إسرائيليين.


كيف نُفذت عملية الحدود؟


كشفت عدد من الصحف العبرية، تفاصيل تنفيذ الشاب الشهيد للعملية، حيث أظهرت تحقيقات الجيش الإسرائيلي أن الجندي المصري الذي نفذ هجوم الحدود مشى مسافة 5 كيلومتر من موقعه ثم تسلق أحد المرتفعات الصخرية ووصل إلى السياج.

الشهيد محمد صلاح

وأكدت أنه كان بحوزته مصحفاً وحقيبة ظهر بها 6 مخازن ذخيرة وسكاكين كوماندوز، وقد نجح بكسر قفل أحد أبواب الطوارئ، ودخل فلسطين واقترب من موقع الجنود دون أن يتم التعرف عليه.

وفتح الشهيد النار لحظة دخوله وحقق إصابات قاتلة، ودخل في 3 اشتباكات مع قوات الاحتلال، حيث قتل في البداية الجنديان (الرقيب ليا بن نون 20 عاماً، والرقيب أوري إسحاق إيلوز، 20 عاما)، وفي المواجهة التالية قتل الضابط الثالث وأصاب 2 آخرون.

وفي المواجهة الأولى بعد الساعة 11:00 بدأ إطلاق النار وأصيب ضابط السرية من مسافة 200 متر، وفي المواجهة الثانية هاجم جنود الاحتلال الجندي المصري بكثافة واستشهد بعدها.