رئيس التحرير
علاء الجمل

شاهيناز عباس تكتب:

المصداقية الإعلامية الغائبة.. ومعايير الحدس والفراسة

كم كنا نثق في الأخبار التي يتم عرضها ..أما الآن فنشعر انها مجرد كلمات تروادنا الظنون في تصديقها .. فظهرت أزمة المصداقية الإعلامية ..المصداقية الغائبة، الخبر الزائف.. الأحداث المتضاربة والتي قد نشعر أنها مختلقة وغير مقنعة في الواقع.

فوضي إعلامية وإشاعات... فقد الثقة في المواقع الإعلامية ومحاولة ربط الأحداث المتشابهه للوصول إلي الحقيقة الغائبة ...

 

وتعود المصداقية إلى نظرية أرسطو في البلاغة، إذ يعرّف أرسطو البلاغة بأنها القدرة على رؤية ما يمكن أن يكون مقنعًا في كل موقف، وقام بتقسيم وسائل الإقناع إلى ثلاث فئات، وهي مصداقية المصدر، والنداءات العاطفية أو التحفيزية، والمنطق المستخدم لدعم الادعاء، والتي يعتقد أن هدفها القدرة على التأثير على متلقي رسالة.

 

وفقًا لأرسطو، فإن مصطلح مصداقية المصدر لها علاقة بشخصية المتحدث، والقصد من المتحدث هو رصيده في المصداقية. في الواقع، فإن روح المتحدث هي استراتيجية بلاغية يستخدمها خطيب هدفه «بث الثقة في جمهوره». وتتكون المصداقية من عنصرين رئيسين: الجدارة بالثقة والخبرة، وكلاهما لهما مكونات موضوعية وذاتية، بينما تعتمد الجدارة بالثقة بشكل أكبر على العوامل الذاتية.

 

محاولة ضرب إيران لإسرائيل هل هي حقيقية أم مجرد سيناريو زائف... تباينت الرؤي والتعليقات حول هذا الخبر ...حقيقي أم زائف أم سيناريو متفق عليه للوصول إلي أهداف أخري لم نتبينها بعد ...معظم المواقع عرضت الخبر بأنه حقيقي ومحاولة تاريخية لضرب الكيان ..والتعليقات الجماهيرية بنسبة كبيرة لا تصدق بذلك ..أذن فكيف يتم تحديد المصداقية

 

المقياس الأيديولوجي والأهتمام بجميع الأبعاد وهو عامل مهم بالنسبة لمعظم المهتمين والمتابعين للأحداث السياسية

 

بحيث لا تحجب النظرة الأحادية للحدث بقية الأبعاد، فتصبح الواقعة، أو القضية، أو الظاهرة غير واضحة، بسبب غيبة بقية الأبعاد، التي تجلي الواقعة، أو القضية، أو الظاهرة، وتزيدها وضوحاً ومصداقية.

 

الفراسة والمصداقية

 

الفراسة نور يقذفه الله في قلب عبده المؤمن الملتزم سنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) يكشف له بعض ما خفي على غيره مستدلاً عليه بظاهر الأمر فيسدد في رأيه، يفرق بهذه الفراسة بين الحق والباطل والصادق والكاذب دون أن يستغني بذلك عن الشرع

أما الحدس فهو أصدق من البصر وأدق من السمع الحدس هو لسان ووشوشة الروح 

الرسالة الروحية كنز لا يخفى، الحدس لسان الروح، الحدس وشوشة الروح”. (إبراهيم الكوني)

 

في المنطقة بين العقل والقلب يكمن الحدس وكلما كانت النوايا سليمة وحبة للخير كلما كان ازداد الحدس قوة ووضوحا

هناك فرق بين الحدس والتخمين فالتخمين محاولة استكشاف مبني علي المجازفة اما الحدس فهو مبني علي قوة الإحساس

 

أما البصيرة فهي قوة عقلية كاشفة للطريق الي الله وتستند إلي قوة العقل والفطرة وتقوي بزيادة الإيمان وزيادة العبادات والذكر

 

قد يكون الحدس هو الطريقة التي تخاطبك بها روحك لما لا فهذه الخواطر والتجليات التي قد تؤثر في طريقة تفكيرك وقراراتك فجأة قد تكون همسات روحانية تأتيك ..وشفافية نورانية تواتيك.. فلا تزاحمها بالافكار ولا سوء الاختيار

 

بل زاحمها بالعبادات وكثرة الأذكار فإذا شعرت بالراحه النفسيه حينئذ فعليك بإعتمادها بإناة وإصرار

 

الاستدلال هو عملية استخلاص النتائج بناءً على المعرفة أو المقدمات الموجودة. إنه جانب أساسي من التفكير والتفكير النقدي. يلعب الاستدلال دورًا حاسمًا في مختلف فروع الفلسفة، مثل نظرية المعرفة والمنطق وعلم الدلالة. تتعامل نظرية المعرفة مع طبيعة المعرفة ونطاقها

من الأولي بالإتباع البصيرة الروحية والتجليات أم الدلائل والإثباتات والبراهين العقلية في نهج وبحر الحياة التي تختلف فيها الاهواء والميول وكأنك تخوض بين الامواج العاتيه لتصل بسلام إلي الشاطيء القريب

الذكاء الحدسي لا تتوارد به الخواطر من فراغ بل هو نتاج قدرات روحية تكمن في العقل الباطن تأتي من التعلم والخبرات المتكررة  كما الشجرة التي تحتاج إلي رعاية حتي تنمو وتزدهر

 

فعندما ننظر من كوة الأسرار ونوافذ الأفكار ماذا سنري؟

 

قد تري جمال الكون وبديع خلق الله و غيرك قد يري الغيوم والضباب وهذه التجليات الروحية تظهر مع صفاء الروح ونقاء النفس والرضا بقضاء الله مهما اشتدت وطأة الابتلاءات وتداعيات شقاء الحياه المقدر علي كل نفس ليتم اصطفاءها وعلوها

وقال ابن القيِّم: (الفِراسة الإيمانيَّة... سببها نورٌ يقذفه الله في قلب عبده، يفرِّق به بين الحقِّ والباطل، والصَّادق والكاذب، وهذه الفِرَاسَة على حسب قوَّة الإيمان، وكان أبو بكر الصِّدِّيق أعظم الأمَّة فِرَاسَة) [مدارج السالكين].