رئيس التحرير
علاء الجمل

أمريكا ليست شيكا بيكا

من حقك أن تحب أمريكا أو لا تحبها....ومن حقك جداً وأنا معك أن تنتقد انحيازها الدائم لاسرائيل وتدليلها....ومن حقك أن تشعر بالضيق تجاه المعايير المزدوجة للسياسات الأمريكية خاصة تلك المتعلقة بحقوق الانسان فامريكا تبكى وتتشحتف على حقوق الإنسان فى دول وتغض الطرف تماما عن انتهاك حقوق الانسان فى إسرائيل....
ومع كل ما سبق فالنظرة المحايدة للمجتمع الأمريكي تجعلك كمنصف تحترم أمريكا والقيم الأمريكية بل وتتمنى أن تري بعض السلوكيات والقيم الأمريكية فى بلادنا
فى أمريكا الانسان يستمد قيمته من حيث هو إنسان ويستمد مكانته اعتمادًا على مهاراته وعلمه دون أدنى تفرقة على أساس الجنس أو اللون أو الجذور فأمريكا هى التى أتاحت لأمريكي من أصول أفريقية أن يصل للبيت الابيض ويقود دولة عظمى 8 سنوات....وأمريكا هى التى كرمت وأحتضنت وشجعت عالم الجولوجيا فاروق الباز، وهى التى منحت ارفع جائزة علمية أمريكية لعالم النانو تكنولوجى وعلاج السرطان بجزئيات الذهب مصطفى السيد وهى التى فتحت الطريق لينطلق أحمد زويل فى ابحاثه بسرعة الصاروخ وليفوز بجائزة نوبل
فى أمريكا الكذب وإخفاء الحقائق جريمة تتطلب العقاب وما عزل الرئيس ريتشارد نيكسون بعد تكشف فضيحة واترجيت ببعيد ثم ما تعرض له بيل كلينتون بعد اكتشاف أنه لم يقل الحقيقة كاملة بشأن علاقته بالمتدربة فى البيت الابيض مونيكا
فى أمريكا من حق أى إنسان أن يحلم بأن يصبح رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية ويصدح بحلمه هذا ويسعى لتحقيقه دون أن يتهمه أحد بالجنون أو العمالة أو الشطط...ممثل أمريكى لم يكن الممثل او النجم السينمائي الأشهر حلم وحقق حلمه وأصبح رئيساً لأمريكا وهو ريجان.
فى أمريكا الإنتخابات حقيقية جدا وشفافة جداً ويظل العالم كله يترقب نتائجها حتى اللحظة الاخيرة..
فى امريكا البرلمان او الكونجرس بمجلسيه الشيوخ والنواب يقوم بمهمة حقيقية ويناقش ويحاسب ويشرع...ومن أعضاء البرلمان يخرج حكام الولايات والرؤساء وما مسيرة الرئيس الأمريكي الحالى جو بايدن ببعيدة
أمريكا ليست كلها شيكا بيكا وليست كلها خير وليست كلها شر والامريكيون ليسوا ملائكة ولا شياطين...المؤكد أن أمريكا بها أشياء وقيم وسلوكيات نتمنى أن نراها فى أوطاننا.