رئيس التحرير
علاء الجمل

شاهيناز عباس تكتب:

التخلص من القيود النفسية والفكرية (٤).. السلام النفسي والصفاء الذهني

كيف تعم الروح السكينة والانسجام مع حركة الكون الدائرة حوله؟ كيف يندمج معهما في توازن ونقاء نفسي فريد لتصل روحه إلى الاستقرار والهدوء؟.

كيف تسمو النفس وترتقي بعيدًا عن المادية التي تحيط بها من كل جانب وفي ظل هذه الظروف القاسية التي تحيط به ليستطيع تأمين معيشته وحياته وكأن المادية تحاول أن تغرقه ولا يستطيع التنفس حتمًا لينجو منها؟.

إنني أسعى إلى الارتقاء ولكنني لا أستطيع، فالكون حولي مليىء بالصعاب و التحديات التي لا تنتهي، كيف أطفو على السطح لاستنشق الهواء النقي؟ كيف تعاملت نادية نديم مع هذا الوضع لتصل إلى السكينة النفسية؟.

الشخصية الحالمة والإحساس بالسكينة


لقد واجهت نادية نديم تحديات التعامل مع الأشخاص المادية حولها في سكون وتفكر.. فها هي تجلس هادئة مستقرة وهائمة في جمال الكون حولها والجميع يتناقش حول الموضوعات السائدة وحركة المال والأعمال والتكاليف الضرورية للحياة، وعندما لا تتجاوب معهم يتهمونها بالخيالية والاستغراق في الأوهام والأحلام التي لا طائل منها سوى تضييع الوقت ولسان حالهم يقول: كيف ستُسييرين أمورك الحياتية إذن؟ فالأحلام والخيالات لا جدوى منها، افيقي قبل فوات الأوان واركضي نحو المادية قدر ما تستطيعين؟

لكنها قد تجيب وقد لا تهتم لهذه المقولات فالروح لديها احتياجاتها أهم من احتياجات الجسد، فالروح باقية والجسد فان، ونعم للأمور المادية في الحياة أهميتها ولكنها ليست لها جُلَّ الأهمية والارتباط بكل شئ فلنبقيها جانبًا بعض الوقت لتسمو الروح وتستكين قليلًا وليست كل حياتنا ركض ورائها فهذا تعذيب للنفس التي تحتاج إلى التفكر والهدوء، فما جدوى جمال الكون حولنا إذا لم نتأمله بنفس صافيه مستكينه، وما أهمية النجوم إذا لم نرفع رأسنا ونحلم بأننا قد نصل إليها في يوم ما، وما أهمية النسيم إذا لم تستنشقه في عذوبه ورواء، أما الورود وألوانها الزاهية أنتركها بإهمال دون تمتع وتسبيح لخالقها في هذة الصورة البديعة.
لقد استمتعت نادية نديم بالطبيعة حولها في أغلب الأوقات مع تسبيح هادئ خافت يشعرها بالسكينة النفسية التي تحتاجها لتخرج من مادية الحياة الطاحنة للنفس البشرية.

الابتعاد عن التدمير النفسي وجلد الذات.


لقد نصحها الدكتور نديم بالابتعاد عن كل ما يؤذي النفس من المؤثرات النفسية اليومية كالتفكير السلبي والمقارنة بالآخرين وعدم توقع الكمال وتقبل الذات وعدم مطالبتها بالمثالية وممارسة وعقاب النفس على أخطاء قد لا تكون مقصودة مما يؤدي إلى الشعور بالحزن والكآبة وأن تقوم بشحن الطاقة الإيمانية والإيجابية بالتقرب من الله عز وجل وإكثار العبارات الروحية التي تخلص النفس البشرية من الاحباط الداخلي وحسن الظن بالله والحديث الإيجابي مع الذات وشكر الله في السراء والضراء.

التسبيح وتأمل الكون البديع


نعم.. لقد وجدت في التسبيح الخافت الهادئ مع التأمل في طبيعة الكون الخلابة حولها متنفسًا للضيق والتوتر الذي تعانيه الأجساد من المادية المفروضة عليها.. كما أنها قد تغلق عينيها وتفكر في أحلام تتمناها لنفسها أو لغيرها فتفرج عن همومها في هذه اللحظات والدقائق المختلسة من عالمها المادي حولها في تماوج مع حركة الكون التي تسبح في سكون وهدوء أيضًا وكأنها اندمجت معهم في معزوفة ذكر الله التي لا تتوقف.

لعله خير.. وبداية  التحرر النفسي من المادية

 

وهذه هي بداية التحرر الفكري التي قد يعتبرها البعض كذبة يتوهمها المرء في حياته.. لعله بخير.. هذه الجملة لها كبير الأثر في التوازن النفسي والبداية لتجاوز الآلآم والأحلام التي لم تتحقق.

إنها جوهر سطور الدنيا المجهولة التي قد تلقي علينا بظلالها الآثم الغريب.. إنني مكبلة بقيود وهمية لم اخترعها لكنها وجدت لتحد من حريتي الفكرية والعقلية فأنا أريد التحرر لأتجاوز جميع معوقات الحياة الوهمية وأصل إلى السكينة والسلام النفسي المنشود.