رئيس التحرير
علاء الجمل

شاهيناز عباس تكتب:

القيود الفكرية والنفسية وكيفية تجاوزها؟ (1)

لماذا نتكبل بأغلال وقيود نفسية لم نكن السبب فيها؟.. قد تكون كلها أوهام وأفكار مكبوتة داخلنا ليس لها أي أساس من الصحة.

أفكار العقل الجمعي التي أندمجنا فيها رغمًا عنا، والأفكار السطحية التي تمكنت منا وكبلتنا بأغلال وقيود صنعتها الآمنا النفسية المتكررة بلا نهاية.

القيود الفكرية والنفسية


هل أنا من صنعت أفكاري أم غيري من نسجها بداخلي؟ وكأنه يسعى للسيطرة على عقلي وفكري… الكبت الداخلي الذي صنعته أحلامنا التي لم تتحقق ولا نجد سبيلًا لتحقيقها أين ذهبت…. أنها ترسخت واندمجت في داخلنا لتحقق هذه القيود النفسية المضطرمة ولم يعد لها مخرج من أنفسنا. 

الخيالات والأحلام قد تجعل بعضًا من هذه القيود تتهاوى ولكنها ما أن يدرك المرء أنها مجرد خيالات تتمناها نفسه حتى يعود للإحساس بالضيق والكبت. 

كيف أحقق أحلامي؟…. هذه هي النقطة والتساؤل الذي توقف عنده الكثيرين هل هناك أمل لذلك؟  أم أنه مجرد سؤال تطرحه النفس الانسانية بداخلنا لنواصل الكفاح والتقدم في الحياة بلا نهاية.

  فلسفة وأحلام نادية نديم

 

فلنفترض شخصية وهمية ولنسمها ناديه نديم…انها مجرد امرأه..لا بل هي مجموعة أوهام وخيالات تمشي على الأرض؛ لنفترض أنها شخصية  رومانسية….تحوي بداخلها العديد من الأفكار التي لا تستطيع تحقيقها…تقيدها العديد من الأغلال صنعتها الظروف حولها….لقد كانت تهوي الرسم والقراءة…تعشق النفس الإنسانية الصافية الروحانية لا المادية…علَّمها والدها الدكتور نديم تحدى الحياة وعدم الانقياد للمادة وسيطرتها على الانسان…إنه استاذ الفلسفة بالجامعة ومعلمها الروحاني والنفسي….لا تجد قدوة سواه وأعمل في داخلها التفكر في الكون ومراقبة النجوم وتأمل السماء الصافية.

هل كانت نقطة البداية لتحولها يوم قرأ لها والدها قصص الأنبياء وهي طفلة بجواره لازالت تحاول تهجي الكلمات البسيطة….قد تكون ولكن بعد أن وجدها قد استطاعت القراءة نوعًا ما تركها لتقرأ وحدها…قصة سيدنا هود بداية قرائتها الحقيقية وحدها ولكنها لم تستمتع كما كانت تقرأ مع والدها….يا لك من روح طيبة نورانية يا والدي….أنت المعلم الحقيقي لروحي التائهة….لقد مرت سنوات على هذه الطفولة لديها ولكنها لازالت تؤثر بها تأثيرًا حقيقيًا لا جدال فيه..أتعبتها الدنيا والمواقف القاسية لكنها لازالت صامدة في وجه قسوة الحياة وتقلباتها العديد.. لقد وجدت العديد من الصدمات النفسية والعقلية من أقرب الأشخاص لها لكنها تجاوزت وتجاوزت حتى تعلمت كيف تنسى هذه الترهات بل تصنع منها مددًا حقيقيًا لعقلها بانغماسها في القراءة الحرة لتهرب من الأفكار عديمة الفائدة ولتحيا نفسها كما كانت تتمناها في صفحات هذه الكتب.

ما هي الشخصية القوية وما فائدتها للانسان؟


  هذه القضية الفكرية توقفت لديها نادية نديم طويلًا لتبحث في هذا المغزى الفكري فهل هذا المعنى حقيقي أم مجازي ليستطيع المرء الحياة بعيدًا عن المعوقات من خلال ما يدعى بالشخصية القوية.
فهل أواجه الآخر بهذه الشخصية لاتفادى التأثر به وفرض طبيعة ارائي عليه أم هذا المصطلح لمجرد التباهي بعدم الانقياد للأشخاص والنظريات غير المتوائمة مع حالة الشخص نفسه، كانت نادية نديم من خلال تعاملها مع الآخر لا تتأثر عادة وتفرض رأيها وطبيعتها المتوازنة على مجرى حياتها ولكنها قد ترضخ لرأي آخر لاختبارات أخرى لا دخل لها بها مثل رأي زوجها أو ظروف تحيط بأولادها لا بد أن ترضخ فيها لمصلحتهم وطبيعتهم الطفولية ولكن روحها الشفافة تظل ترفرف على هذه الطبيعة المادية لما حولها فحاول تزيين هذه الأحاسيس الدنيوية؛ لتصل بها إلى الجوهر المطلوب لطبيعتها الروحانية بقدر الإمكان.

هل قوة الإرادة هي التي تصنع الانسان؟


هل احاديثه مع نفسه وخواطره التي يظل يرددها تدفعه لفعل معين يريده بما يسمى الغزم؟.
فقد تجد نفسك تهب لفعل ما بمجرد ما تتوارد خواطرك بكثرة في هذا المنحة المطلوب وتظل تقنع نفسك بهذا الفعل بل قد تجد شيئًا من ذلك في أحلامك الليلية وكأنك لا تزال تحدث نفسك بما تريد فعله وتؤمن بأنه في مصلحتك، فعل العزم بإرادتنا ونوايانا أم أنه مجرد سمة من سمات الشخصية لا نستطيع تغييره؟
نادية نديم شخصية قد نفترض أنها قوية بالفطرة ، وهذا سيساعدها في تحقيق ارادتها، فهل لها هذا العزم أي أنها قوية الإرادة وتستطيع تحقيق أهدافها الشخصية في الحياة؟

لقد لاحظت أنها عندما تظل الفكرة التي تريد تنفيذها عالقة في ذهنها وتبحث عنها في كل الكتب وتتناقش مع كل من تقابلهم في هذه النقطة المفترضة حتى تحيط بجميع التفاصيل حولها…. فإنها في اليوم التالي بعد نوم عميق وقد يكون في نفس اليوم تحاول تنفيذ هذه الفكرة أو الهدف المنشود بكل طاقتها…ولكنها قد تفشل أو تجد الفكرة غير قابلة للتنفيذ الفعلي بسهولة فتؤجلها حتى تلمَّ بجميع الأفكار المطلوبة بصورة أخرى، والمهم أنها لا تتواجد هذا الهدف تماما بل تجعله في جدول أفكارها المقبلة…(يُتبع)