رئيس التحرير
علاء الجمل

أحياء الخرطوم بحري تعاني من أزمة مياه خانقة... والأمم المتحدة الوضع كارثي

الخرطوم تحت القصف
الخرطوم تحت القصف

تعاني أحياء مدينة الخرطوم بحري من أزمة مياه خانقة منذ اندلاع المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يوم السبت الماضي.

ويعمد أهالي الخرطوم بحري إلى استخدام مياه النيل بشكل مباشر ويحصلون عليها بوسائل بدائية من أجل تأمين احتياجاتهم الأساسية.

وكانت هيئة مياه ولاية الخرطوم أعلنت عن تعذر إعادة تشغيل محطة مياه الخرطوم بحري.

وقالت الهيئة، إنها أجلت العاملين بالمحطة بطلب من الجيش السوداني بسبب انتشار قوات الدعم السريع في المنطقة التي تدور فيها المواجهات بين الطرفين.

من جانبها حذرت الأمم المتحدة من تداعيات الأزمة الحالية في السودان على الوضع الإنساني ووصفته بـ«الكارثي»، فيما أعلنت تعليق عدداً من برامجها مؤقتاً بسبب الاشتباكات.


وفي كلمة ألقاها أنطونيو جوتيريش، خلال مشاركته في منتدى الأمم المتحدة لتمويل التنمية، وهو منصة رئيسية لمناقشة إصلاحات المؤسسات المالية العالمية، أدان بشدة الاشتباكات الجارية في السودان.
وقال: «أدعو الأطراف المتصارعة في السودان إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية، واستعادة الهدوء وبدء الحوار لحل الأزمة».


وشدد على ضرورة أن «يستخدم كل من له تأثير على الأوضاع في السودان، كلمته من أجل خدمة السلام، ودعم جهود إنهاء العنف، واستعادة النظام والعودة إلى مسار الانتقال إلى حكومة بقيادة مدنية».


وأوضح أن «الوضع الإنساني في السودان كان محفوفاً بالمخاطر، ولكنه الآن كارثي».
وحذر جوتيريش من أن أي تصعيد إضافي للصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع قد يكون مدمراً للبلاد والمنطقة.


وفي السياق، أعلن وكيل أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن جريفيث، أمس، وقف عدد من برامج الأمم المتحدة في السودان مؤقتاً بسبب القتال هناك.


وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أعلن أمس الأول، وقف جميع عملياته بشكل مؤقت في السودان، إثر مقتل 3 من موظفيه.


وقالت المنظمة في بيان نشر على موقعها الإلكتروني، إنها «تشعر بالصدمة والحزن بسبب الوفاة المأساوية لثلاثة من موظفي برنامج الأغذية العالمي يوم السبت 15 أبريل في أعمال عنف في كبكابية بشمال دارفور أثناء قيامهم بواجباتهم».


وفي سياق متصل، أعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة بالسودان، فولكر بيرتس، أمس، عن خيبة أمله لعدم التزام الجيش وقوات الدعم السريع بوقف القتال للأغراض الإنسانية.


وبحسب بيان صادر عن البعثة الأممية، أعرب فولكر بيرتس «عن خيبة أمله الشديدة لأن وقف الأعمال العدائية لأغراض إنسانية الذي تعهدت به القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لم يتم الوفاء به إلا جزئياً أمس الأول، كما أن الاشتباكات اشتدت صباح أمس».


وأضاف البيان: «يواصل بيرتس حث جميع الأطراف على احترام التزاماتها الدولية، بما في ذلك ضمان حماية جميع المدنيين، ووقف الأعمال العدائية».


وفي سياق متصل، أعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أمس، عن قلقها بشأن الاشتباكات المسلحة. 


وقالت المفوضية في بيان: «قلقون للغاية على سلامة وأمن المدنيين في المناطق التي أثرت عليها الاشتباكات، بما في ذلك اللاجئون والنازحون في الداخل».


كما حذّرت المفوضية من أن تصاعد أعمال العنف «لن يفضي إلّا إلى تعطيل الاستجابة الإنسانية لمن يحتاجون إليها في أنحاء البلاد، إلى جانب تأخير الاستقرار والحلول المتاحة من أجل ملايين النازحين في المنطقة».


وشددت على أن هناك حاجة ملحة لوقف تصعيد الوضع، داعيةً جميع الأطراف إلى حماية المدنيين، بمن في ذلك اللاجئون والنازحون.


وأشارت إلى عدم تلقيها تقارير بشأن نزوح لاجئين إلى دول مجاورة جرّاء التطورات التي حدثت أخيراً، لكنها قالت إنها تبقى في الوقت ذاته مستعدة للاستجابة والدعم في السودان والمنطقة متى اقتضت الحاجة.