رئيس التحرير
علاء الجمل

في ذكرى 30 يونيو.. مصر تتخلص من الفاشية الدينية وتمضي للأمام

ccf65b6293dccf1b01795bdea282d9a2
ccf65b6293dccf1b01795bdea282d9a2

يحتفل المصريون اليوم الخميس، بالذكرى التاسعة لثورة لـ30 يونيو التي اندلعت عام 2013، بعد تمرد الشعب على حكم جماعة الإخوان المسلمين، لتمضي مصر في طريقها إلى البناء والتعمير واستعادة دورها الريادي.. ذكرى ثورة المصريين على الفاشية الدينية.  

العشيرة

"أهلي وعشيرتي" بهاتين الكلمتين كان الرئيس الإخواني محمد مرسي يستهل كلماته وخطبه العامة الموجهة إلى جموع الشعب المصري، لكنه يبدو أن ألفاظه كانت موجهة إلى فئة بعينها دون غيرها.. سوقت جماعة الإخوان لنفسها باعتبارها جماعة مناصرة للدين الإسلامي، وتسعى لتطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية. ورغم رفع جماعة الإخوان المسلمين شعار "الإسلام هو الحل"، إلا أنها خالفت كثير من تعاليمه، وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاثة إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان"، وقد انطبق الحديث الشريف على جماعة الإخوان المسلمين، فقد كذبت وأخلفت وخانت. الكذب والحنث.. كذبت جماعة الإخوان المسلمين وحنثت بوعودها التي قطعتها كان بينها وعدها للشعب بعدم الدفع بمرشح لها في الانتخابات الرئاسية 2012، ودفعت لاحقا بمرشحين: الأول محمد مرسي والثاني خيرت الشاطر، وكليهما من قيادات حزب الحرية والعدالة وأعضاء مكتب الإرشاد. الخيانة.. خانت جماعة الإخوان المسلمين جميع الاتفاقات والجماعات والأحزاب التي أيدتها وساندتها، وكان في مقدمتها حزب النور، الذي أُسسته الحركة السلفية في مصر، كي يكون ذراعها السياسي، ورغم التفاهم الأولي بين جماعتي الإخوان المسلمين والسفليين، وذراعيهما السياسيين حزبي الحرية والعدالة والنور، غير أن الإخوان غدروا بالسلفيين، وباعدوهم عن كل شيء واستأثروا لأنفسهم بكل شيء، النفوذ والمناصب والرأي والغلبة. السيطرة.. سعت جماعة الإخوان المسلمين للسيطرة على جميع مؤسسات الدولة، زرعت رجالها وشبابها في جميع المؤسسات والمرافق حتى تتمكن من السيطرة على كل شيء فيها.  

إقطاعية إخوانية

تعامل الإخوان مع مصر، كأنها إقطاعية وليست جمهورية مستقلة، لم يحترموا تنوع شعبها واختلاف ثقافاته وخلفياته العرقية وعاداته، حاولوا السيطرة على كل شيء فيه، وحاولوا قيادة المصريين في اتجاه واحد لا سبيل لغيره، حتى انتفض الشعب ضدهم، وأسسوا حركة تمرد لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي. تأسست تمرد بعد 10 أشهر فقط من تولي مرسي مهام رئاسة الجمهورية، تعبيرًا عن حالة الرفض الشعبي لحكم الإخوان، مطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وحددت يوم 30 يونيو موعدا لانتهاء المهلة للاستجابة لهذا المطلب ودعت الموقعين للتظاهر بعد انتهاء المهلة إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم، وتجاهل «المعزول» المطالب الشعبية ووصفها بالمطالب العبثية.  

الإخوان: محمد مرسي رئيسا لمصر.. وإلا ستعم الفوضى

سبق إعلان محمد مرسي رئيسا لمصر موجة من التقلبات والأحداث الأمنية المتسارعة، فقد كان هناك تسريبات بفوز الفريق أحمد شفيق برئاسة الجمهورية، وقال البرلماني مصطفى بكري إن الحرس الجمهوري توجه إلى مقر إقامة الفريق شفيق لتأمينه، وبدء توليه مهام الرئاسة، قبل أن تسمي اللجنة العليا للانتخابات الدكتور محمد مرسي رئيسا لمصر. هددت جماعة الإخوان المسلمين بإحراق مصر، إذ ما تم تغيير النتيجة، التي أعلنوها بتقدم مرسي على شفيق قبل أن تُغلق لجان الانتخابات أبوابها أمام الناخبين، لكن أزمة دستورية وقانونية سبقت إعلان الانتخابات. ونستعرض فيما يلي أبرز الأزمات القانونية والسياسية التي خلفتها جماعة الإخوان المسلمين، إبان فترة حكمهم.. اضغط هنا     برنامج النهضة يتحطم على صخرة الواقع روجت جماعة الإخوان المسلمين لنفسها طويلا، بأنها لديها خطط وبرامج تمكنها من انتشال مصر من كبوتها والنهوض بها اقتصاديا، وهو ما سار على نهجه المرشح الرئاسي محمد مرسي، الذي روج لبرنامجه التنموي كثيرا، وأطلق عليه برنامج "النهضة". النهضة اعتمدت على 5 مسارات رئيسية، هي: الأمن والمرور والخبز والنظافة والوقود. كانت هذه الوعود سفينة هشة تحطمت على صخرة الواقع، الذى انفصل عنه الإخوان رئيسا وحزبا وجماعة. كانت هناك مشاكل كثيرة على جميع الأصعدة في مصر، بينها أزمة أسطوانات البوتوجاز، وأزمة نقص الوقود، وأزمة رغيف الخبر، وغيرها.. اضغط هنا   العنف ضد المتظاهرين حاولت الإخوان دفع الشعب إلى اتجاه واحد لا سبيل لغيره، حاولت فرض خططها ورأيها عليهم، ولم تقبل أبدا أي نقد أو رأي يخالف استراتيجية السيطرة والتمكين التي بدأت في تنفيذها، واعترض الشعب عليها ما دفعهم لمواجهة العنف والتظاهرات بالدم والنار.. اضغط هنا   مصر تستعيد دورها الريادي الآن، وبعد 9 سنوات من ذكرى اندلاع ثورة 30 يونيو، وتخلص مصر من حكم الفاشية الدينية، تمضي مصر في طريقها نحو بناء دولة مدنية قوية، يعيش فيها المصريون في طمأنينة ورخاء على اختلاف ثقافاتهم واختلافاتهم وديانتهم. ويؤكد خبراء أن مكانة مصر تقوى يوما بعد آخر، وأن ملامح الشرق تتغير في ظل مساعي المصالحة بين مصر وتركيا، والمصالحة بين دول الخليج وأنقرة، فيما ضيقت الأخيرة على تنظيم الإخوان وقيدت حركته، ودفعت قنواته إلى الخروج إلى الشتات.