رئيس التحرير
علاء الجمل

3 دول أوروبية تعترف بدولة فلسطين.. هل تتسع الدائرة ؟

مصر الآن

وصف محللون سياسيون اعتراف النرويج وأيرلندا وإسبانيا بدولة فلسطين، بالخطوة شديدة الأهمية، وهي الخطوة التي من المرجح أن يتلوها اتساع دائرة الاعتراف لتضم دولاً أخرى، حيث من المقرر أن تدخل القرارات حيز التنفيذ في 28 مايو 2024، وفق ما أعلنه وزير الخارجية النرويجي إسبن بارت أيده، خلال مؤتمر صحفي أمس الأربعاء.

خطوة هامة نحو الاعتراف بدولة فلسطين

ففي تصريحات  لـ"شبكة رؤية الإخبارية"، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أيمن الرقب، إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل أيرلندا وإسبانيا والنرويج خطوة شديدة الأهمية، مستدركًا بأنها لن تؤدي لقيام الدولة الفلسطينية، لكنها تضفي شرعية دولية عليها.

وأكد الرقب أن اعتراف الدول الأوروبية الثلاثة بفلسطين يأتي تتويجًا لـ”نضال الشعب الفلسطيني على مدار عقود”، مضيفًا أن ذلك يأتي بعد “سنوات من انتهاكات الاحتلال تجاه الفلسطينيين وقتل الآلاف من النساء والأطفال”.

هل تتسع دائرة الاعتراف بدولة فلسطين؟

أما فيما يتعلق باعتراف دول أخرى بدولة فلسطين، فقد أشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن دول مالطا، سلوفينيا، وكذلك بلجيكا، تعتزم الإقدام على هذه الخطوة.

ونقلت صحيفة “الجارديان” عن رئيس الوزراء الأيرلندي سيمون هاريس، قوله إنه يتوقع أن تنضم المزيد من الدول الأخرى إلى أيرلندا وإسبانيا والنرويج في الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأسابيع المُقبلة.

تزايد الضغوط على الكيان الصهيوني

في حين لن تُفضي الخطوة الثلاثية عن دولة فلسطينية، إلا أنّ الكثيرين يعتبرونها خطوة على الطريق الصحيح لتحقيق السلام وإرساء الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.

ومن الناحيّة المعنوية، يرى الرقب أن الخطوة “تمثل ضغطًا إضافيًّا على الاحتلال”. وفي حال أصدرت المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف جالانت، مذكرات اعتقال، ستدفع هذه الخطوات المزيد من الدول إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

دور النرويج 

يُنظر إلى السويد والنرويج وأيرلندا وإسبانيا على أنها دول متعاطفة مع القضيّة الفلسطينية، وكانت بريطانيا قد قالت إنها تفكر في الاعتراف بالدولة الفلسطينية وسط إحباط متزايد من سياسات الحكومة الإسرائيلية ورفضها المضي قدمًا تجاه حل الدولتين.

وقالت النرويج، التي لعبت دورا محوريًا في محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية في بداية التسعينيات وأفضت إلى اتفاقية أوسلو، إن الاعتراف ضروري لدعم الأصوات المعتدلة.

وفي بيان لحكومة بلاده، قال رئيس وزراء النرويج جوناس جار ستور: “قررت الحكومة النرويجية أن تعترف النرويج بفلسطين كدولة”، مردفًا أنه “في خضم الحرب، مع مقتل وجرح عشرات الآلاف، يجب علينا أن نبقي على قيد الحياة البديل الوحيد الذي يقدم حلًا سياسيًا للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، دولتان، تعيشان جنبًا إلى جنب، في سلام وأمن”.

فيما اتهم رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بارتكاب “مذبحة” في غزة وتعريض حل الدولتين للخطر، مضيفًا: “علينا أن نستخدم جميع الموارد السياسية المتاحة لنا لنقول بصوت عالٍ وواضح أننا لن نسمح بتدمير إمكانية حل الدولتين بالقوة، لأنه الحل الوحيد العادل والمستدام لهذه القضية”.

وبعد دعوة ثلاثة من الدول المعترفة بفلسطين للدول الأوروبية لأن يحذو حذوهم، قال وزير خارجية فرنسا إن هذه الخطوة “ليست محظورة بالنسبة لباريس غير أن “الوقت ليس مناسبًا الآن”، على حد تعبيره.

 

وفي ردها على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان لها إنها تدرس اتخاذ سلسلة إجراءات عقابية ضد الدول الثلاث، من بما في ذلك منع ممثلي

الاتحاد الأوروبي ومؤسساته من الدخول إلى الضفة الغربية وتقديم المساعدات للفلسطينيين.

 

وسارع وزير الخارجية، يسرائيل كاتس، بإصدار تعليمات بعودة سفراء إسرائيل لدى الدول الثلاث إلى تل أبيب، على الفور بهدف التشاور، واستدعاء سفراء الدول الثلاث.

 

وبعد اعتراف النرويج وإسبانيا وأيرلندا، أصبحت تعترف بالدولة الفلسطينية 147 دولة من أصل 193 في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والسويد هي أول دولة في الاتحاد الأوروبي تعترف بالدولة الفلسطينية في 2014. وقال الخارجية السويدية آنذاك: “إنها خطوة مهمة تؤكد حق الفلسطينيين في تقرير المصير”.