رئيس التحرير
علاء الجمل

صفقة مايكروسوفت وجي 42 الإماراتية تفتح الباب أمام الريادة التكنولوجية للشرق الأوسط | فيديو

مصر الآن

لفتت صفقة مايكروسوفت وجي 42 الإماراتية أنظار عمالقة التكنولوجيا حول العالم إلى أهمية منطقة الشرق الأوسط كوجهة استثمارية واعدة في المجال التكنولوجي، حيث شهدت المنطقة خلال السنوات الأخيرة زخماً واسعاً في مجال الابتكار التكنولوجي ما أكسبها ثقة كبرى الشركات التكنولوجية أمثال أوراكل وجوجل وأمازون.

صفقة مايكروسوفت وجي 42 الإماراتية

ففي منتصف أبريل نيسان الماضي، أعلنت عملاقة التكنولوجيا الأميركية مايكروسوفت عن استثمار 1.5 مليار دولار في شركة الذكاء الاصطناعي الإماراتية جي 42، في صفقة يُنظر إليها باعتبارها لحظة فارقة في مستقبل الشرق الأوسط.

 

واستعرض برنامج “العنكبوت” عبر فضائية أزهري، المستقبل التكنولوجي والذكاء الاصطناعي في المنطقة، حيث أوضح أنه في أغسطس الماضي، قامت السعودية والإمارات بشراء الآلاف من الرقائق الإلكترونية الذكية من إنفيديا في إطار طموح الدولتين للتوسع في مجال الذكاء الصناعي، وفقاً لما أوردته صحيفة فاينانشال تايمز حينها.

وتهتم الإمارات بشكل خاص بالاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي تمهيداً لإدخالها في جميع القطاعات، وتُعد صفقة مايكروسوفت الأخيرة تكليلاً لجهود الدولة في هذا الصدد، إذ ستتيح لها الوصول إلى خدمات مايكروسوفت المتطورة في مجال الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي وتحويلها إلى حلول مبتكرة ليس فقط للسوق المحلية وإنما للأسواق الإقليمية أيضاً.

 

كما تؤكد الصفقة على ثقة الشركات العالمية في البيئة الاستثمارية الإماراتية، ما يعِد بتدفق المزيد من الاستثمارات التكنولوجية إلى الإمارات والمنطقة.

كما أعلنت كل من أدنوك وجي 42 وبريسايت عن شراكة ثلاثية لتسريع تبني ابتكارات الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة.

وكشفت الشركات الثلاث عن عملية إعادة هيكلة لملكية إيه آي كيو للذكاء الاصطناعي (مشروع مشترك بين أدنوك وجي 42)، التي ستحصل بريسايت بموجبها على 51 في المئة من المشروع مقابل 49 في المئة لأدنوك، وتهدف العملية لدمج إمكانات الذكاء الاصطناعي الخاصة بإيه آي كيو وقدرات تحليل البيانات الضخمة التي تتمتع بها بريسايت لخلق كيان تكنولوجي مؤثر يركز على قطاع الطاقة.

ويأتي ذلك في إطار الخطة الوطنية للذكاء الاصطناعي التي أعلنت عنها الإمارات في أكتوبر تشرين الأول 2017، التي تهدف لتطوير حلول مبتكرة لمعالجة أبرز التحديات في المجالات المختلفة، بدءاً من الصحة والتعليم حتى النقل والأنشطة الفضائية.


الشرق الأوسط وجهة تكنولوجية واعدة

 

ووفقا لـ cnnbusinessarabic شهدت منطقة الشرق الأوسط نمواً ملحوظاً في استثمارات شركات التكنولوجيا العالمية مثل أمازون وأوراكل وآي بي إم ومايكروسوفت وعلي بابا، حيث انتشرت مراكز البيانات التابعة لتلك الشركات في أرجاء المنطقة.

وفي فبراير 2023، أعلنت مايكروسوفت عن خطة لإنشاء مركز بيانات جديد في السعودية لمنح الشركات داخل المملكة قدرة أكبر على الوصول للبيانات والحلول السحابية والأمنية المتطورة.

وفي مارس  من العام ذاته، أعلنت شركة علي بابا كلاود الصينية عن توسيع شراكتها مع دبي القابضة عبر تطوير مراكز البيانات الخاصة بها.

وتضم المحفظة المجمعة لأكبر 50 صندوقاً من صناديق رأس المال المغامر التي تستثمر في الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط نحو 502 مشروع، مقابل 786 مشروعاً في آسيا، و1227 في أوروبا، و2298 في الولايات المتحدة، ما يعكس زيادة مكانة الشرق الأوسط على الخارطة التكنولوجية العالمية، بحسب منصة شيزوني المتخصصة في متابعة الشركات الناشئة.

 

ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه سوق الذكاء الاصطناعي زخماً عالمياً متزايداً، إذ تضاعفت الاستثمارات في هذا القطاع من 48.2 مليار دولار في 2020 إلى 93.5 مليار دولار في 2021، ومن المتوقع ارتفاعها إلى ما يقرب من 200 مليار دولار بحلول 2025، وفقاً لتقديرات غولدمان ساكس.


جيل جديد من المواهب

من المتوقع أن تؤدي صفقة مايكروسوفت وجي 42 الأخيرة إلى خلق جيل جديد من المواهب التنافسية في منطقة الشرق الأوسط، إذ تتضمن إنشاء صندوق بقيمة مليار دولار لتدريب وإعداد المطورين، ما يعزز فرص الإمارات لتصبح مركزاً رائداً للذكاء الاصطناعي بالمنطقة والعالم.

وتحرص الإمارات على توفير العمالة المتطورة إلى جانب البنية التحتية والبيئة التشريعية والاستثمارية المناسبة لجذب المستثمرين الأجانب في مجال الذكاء الاصطناعي من جميع أنحاء العالم.

 

وتُعد الشراكة مع مايكروسوفت أكبر صفقة مع شركة أميركية في هذا الإطار، أعقبها بعد أيام قليلة الإعلان عن اتفاقية تعاون أخرى مع شركة الرقائق الإلكترونية الأميركية كوالكوم تكنولوجيز لتقديم حلول كوالكوم للذكاء الاصطناعي السحابي في السوق الإماراتية التي تتميز بأدائها العالي وانخفاض استهلاك الطاقة.

ويرى المراقبون أن مثل هذه الصفقات من شأنها تحويل المنطقة من مجرد مستقبل سلبي للتقنيات الجديدة إلى منتج ومصدر لها، ما يعزز مكانتها على الساحة التكنولوجية العالمية.