رئيس التحرير
علاء الجمل

علاقات قوية مع الجميع..

في عهد محمد بن زايد.. لا يمكن تحول الإمارات إلى «وكيل» لأية قوى

مصر الآن

تحولات جذرية شهدتها دولة الإمارات العربية المتحدة، على مدار العقدين الماضيين، هذه التحولات التي جعلتها المركز المالي للشرق الأوسط،  وواحدة من الدول الرائدة والفاعلة إقليميا.

وسلطت شبكة "رؤية" الإخبارية الضوء على مقال مطوّل نشرته مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، شمل الحديث عن تطور الإمارات ودور رئيسها الشيخ محمد بن زايد في ذلك.

قدرات اقتصادية وخطط طموحة

ولفت التقرير إلى الطموحات الواضحة لدولة الإمارات، حيث تهدف للتغلب على تحديات الجغرافيا، آملةً في التموضع كقوة عالمية واقتصادية، ما جعلها تبرم صفقات تجارية، واستثمرت في مشاريع خارجية لتحقيق الهدف الطموح، وإجمالًا فقد باتت الإمارات نموذجًا يحتذى به سياسيًا واقتصاديًا كما تحولت إلى وجهة سياحية ومركز للنقل ولتقديم الخدمات اللوجستية.

نموذج حكم قوي واستقلال وعلاقات قوية

 

ونوه المقال إلى أن رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، عمل على تماسك العائلة، وحكم البلاد بنظام قائم على الإجماع، ودولة متسامحة مع مختلف الأديان.

 

 وأشار المقال إلى تمتع الإمارات بعلاقات قوية مع القوى الوسيطة (مثل البرازيل والهند وإندونيسيا)، وحفاظها أيضًا في نفس التوقيت على علاقات جيدة مع الصين وروسيا، رغم علاقاتها الوثيقة مع الولايات المتحدة والتعاون على عددٍ من الأصعدة، وحسب المقال، من غير الممكن، لأي قوة خارجية أن تحول الإمارات إلى “وكيل لها” بما في ذلك الولايات المتحدة. 

وفي خضم الصراعات الإقليمية تمكنت الإمارات من الحفاظ على توزان بين القوى المختلفة، وبعد هجمات 11 من سبتمبر 2001، في الولايات المتحدة، عملت الإمارات على تجنب مخاطر التطرف وسارعت من وتيرة الإصلاحات التعليمية.

دور رائد في المنطقة والعالم

وأوضح المقال دور الإمارات ومساهمتها بشكل فعال في محاربة قوى التطرف والإرهاب، خاصة مع حدوث بعض الاضطرابات في الدول العربية، حيث عملت على الدفع تجاه استقرار المنطقة، خاصةً مع ظهور حقيقة مفادها أن الولايات المتحدة ليست ملتزمة تجاه أمن الشرق الأوسط، كما عملت منذ ذلك الحين على تنويع شراكاتها، بما في ذلك روابط اقتصادية قوية مع الصين، وعلاقات مع روسيا. 

وانضمت الإمارات عام 2015 إلى تحالف عربي لمحاربة الحوثيين المدعومين من إيران، ودعمت أيضًا الولايات المتحدة في حربها ضد تنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة.

وفي الصراعات والتحديات الجيوسياسية، غلبت الإمارات صوت العقل، وفي سبتمبر 2019، تواصلت الإمارات مع طهران لتهدئة التوترات في المنطقة، وقد دفعت هذه المناقشات لتعزيز العلاقات التجارية بين الجانبين.

وفي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ضغطت الإمارات من أجل وقف إطلاق النار في غزة، ولتقديم مساعدات إنسانية، كما رفضت المشاركة في مناقشات ماذا بعد الحرب، دون أن يحدث وقف لإطلاق النار.

مستقبل الإمارات وخططها الطموحة

 

لم يترك مقال المجلة الأمريكية ما تفكر به الإمارات في مستقبلها حيث ذكر أن في عام 2010، صدرت رؤية الإمارات العربية المتحدة 2021، وهي أجندتها لتحسين التعليم في البلاد، والتطوير التكنولوجي، والبنية التحتية، والاقتصاد، ومنذ ذلك الحين، وسعت الإمارات جامعاتها ومطاراتها، وتم إنشاء أول برنامج فضاء في الشرق الأوسط؛ وأدخلت إصلاحات على نظامها الضريبي؛ وأنشأت تأشيرات جديدة طويلة الأجل تهدف إلى جذب العمال ذوي المهارات العالية.

كما أن لدى الإمارات أيضًا رؤية 2071، والتي ستشمل مزيدًا من الاستثمار في الرعاية الصحية والتعليم والصناعات التقنية لتنويع روافد الاقتصاد، كما ستعمل على الابتعاد عن الوقود الأحفوري.

ومؤخرا ساعدت الإمارات في مؤتمر الأطراف (كوب 28) نحو 200 دولة بالموافقة على التحول بعيدًا عن الكربون، وفي عهد الشيخ محمد بن زايد، أصبحت دولة الإمارات بمثابة تجربة عملية وقدوة عالمية، لكيف يمكن للدول القيام بدور كبير في السياسة والاقتصاد عالميًا.