مقارنة بين كتابي "المؤمن الصادق" و"سيكولوجية الجماهير"

في أطروحات نادية نديم عن الحركات الجماهيرية في علم النفس الاجتماعي في مقارنة بين كتابي "المؤمن الصادق" و"سيكولوجية الجماهير" تقول:

والدي العزيز.. في اثناء حديثي معك وتساؤلي عن كيفية معرفة ما يجري في العالم من أحداث غامضة تتسم بحدة الصراع وشراسة التنافس تستعصي علي الفهم والتحليل فنصحتني بقراءة بعض الكتب السياسية لأستطيع فهم بعض الظواهر في الاحداث الدولية وتفاعلاتها.

وكما علمتني قمت باختيار كتابين متشابهين في المضمون والأفكار وهما "المؤمن الصادق" لأريك هوفر، و"سيكولوجية الجماهير" لغوستاف لوبون.

البحث و الدراسة  من خلال استراتيجية المقارنة بين الكتب المتشابهه في المضمون 

في محاولة لتسهيل الأمور الصعبة في استذكار المواد وخاصة النظرية منها علمني والدي استراتيجية المقارنة بين الكتب المعروضة في نفس المادة وهي محاوله جيده للالمام بكل المعلومات بطريقه افضل وتجعلني اتشبع بالمعلومات المطروحة من عدة رؤي وبطرق منهجية مختلفة للتعلم فاتخذت هذا الاسلوب والمنهج في قراءاتي الحره فعندما تقرأ عده كتب في نفس الموضوع لعدة باحثين يحدث الالمام بالفكرة من جميع الاتجاهات الفكريه وايضا عندما تقرأ عن الاحداث الجاريه من عدة مصادر اخباريه لا تغيب عنك شاردة او واردة في هذا الموضوع المرجو فهمه أو بحثه.

وكما نعلم ان بداية الطرح الفكري تكون بتعريف المصطلحات فمصطلح سيكولوجية هو العلم الذي يدرس الوظائف العقلية والسلوك والسيكولوجيين هم الذين يهتمون بدراسة الشخصيات العاطفية والسلوك والادراك والعلاقة بين الاشخاص وما شابه ذلك، أما السيكولوجية فهو علم يبحث عن حقيقة الانسان ودراسة السلوك البشري ومن اشهر علماء النفس في الاسلام الطبيب الحسين عبد الله بن سينا وكان يربط التغيرات والعوامل النفسيه بالامراض الجسديه

أفكار كتاب المؤمن الصادق لإريك هوفر

إريك هوفر هو كاتب وفيلسوف امريكي ألّف حوالي عشرة كتب من اهمها كتاب المؤمن الصادق الذي تم نشره عام ١٩٥١ وانتشر علي نطاق واسع ولقب إريك هوفر بفيلسوف الاخلاقيات الاجتماعية الامريكي ومن اشهر اقواله ( اذا لم تحول عدوك المنهزم الي صديق فأنت لم تنتصر في الحرب )

وفي كتابه المطروح يعرض اريك هوفر افكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية والاسباب التي تجعل الافراد ينجذبون نحو هذه الحركات والقوي النفسية والاجتماعية الكامنه وراء حدوث هذه الظاهره.

وتعريف الحركات الجماهيريه لدي هوفر هي التحركات السياسية الحزبية والايدولوجية التي يدعمها قطاع كبير من الشعب وفي امثله لها من التاريخ (الشيوعيه والفاشيه)

والحركات الجماهيريه لدي هوفر لا تقدم املا وهويه فقط بل توفر شعورا بالانجاز والمشاركة في شيء يجدونه اكبر منهم للتأثير في العالم بطرق يعتبرونها مهمة ومؤثرة في مجتمعهم الذي يعيشون فيه

وفي رأيي هذا الكتاب يعطينا فهما منسجما مع ظروف العالم في هذه الايام وضروري لفهم مجريات الاحداث فيه فهو يقدم دراسه عميقة لاسباب تحول الانسان العادي الي شخص متحمس لافكاره فهو المؤمن الصادق اي صاحب الايمان بافكاره في سبيل القضايا المقدسة والذي يحاول احداث القدرة علي العمل الجماعي واحداث تأثير علي تماسك بنية الحركات الجماهيريه في المجتمعات المحبطه

أهم افكار كتاب سيكولوجية الجماهير لغوستاف لوبون

كتاب سيكولوجية الجماهير تم اصداره عام ١٨٩٥ بعد اكثر من قرن علي قيام الثورة الفرنسيه التي شكلت منعطفا تاريخيا في القاره الاوروبيه والعالم

ويري لوبون ان الجماهير لا تعقل فهي ترفض الافكار او تقبلها كلا واحدا من دون دراسه أو ووعي كاف.

والجمهور هو مجموعة من الافراد يشتركون بذات الصفات والخصائص والدوافع التي تحركهم فيتصرفون بناء علي ذلك كفرد واح. 

ويري لوبون ان عواطف الجمهور تتسم بطابع ثنائي فهي اما مضخمة جدا او مبسطة جدا لا تتبع التسلسل المنطقي والتدرج الانتقالي

وإن افكار الجماهير تنقسم لنوعين افكار عابره تتشكل بشكل فوري تحت تأثير الحدث الذي يحصل وافكار اساسيه تتشكل بسبب البيئه والرأي العام والوراثة اما خيال الجمهور فهو مهيأ للتأثير العميق بفعل الصور والنماذج والاحداث التي تعرض امامه ويبدو ان هذا الكتاب يتعمق في فهم نفسيات الجماهير الخفية وطرائق تفكيرها وتحركها في المجالين الواقعي والافتراضي

في ظل هذه الاحداث المأساويه في فلسطين تردد اسم عز الدين القسام 

فمن هو عزالدين القسام؟ وهل تنطبق عليه افكار المؤمن الصادق أم أنه محرك لسيكولوجية الجماهير؟

عز الدين القسام هو شيخ سوري قاد ثورة فلسطين أحد كبار المقاومين للاحتلال البريطاني لفلسطين، استطاع بقدراته على التعبئة والتوعية والتجنيد والتنظيم، ثم باستشهاده، أن يشعل ثورة عام 1936 في فلسطين، ويظل رمزا للمقاومة حتي الآن فحركات المقاومه الفلسطينيه كانت قبله غير منظمه ولكنه اضاف اليها عنصر التنظيم وهي اهم مقومات التأثير علي حركة الجماهير واهم الصفات المميزه لوعي المؤمن الصادق

فهناك أسطورةٌ فلسطينية ذكرها ابراهيم نصر الله في روايته اعراس آمنه

تقول:

إن الله يخلق الإنسان من ترابين

تراب المكان الذي وُلِدَ فيه

، وتراب المكان الذي سيموت فيه.

 لقد عرفتَ من زمان

، أننا خُلِقْنا من هذا التراب وحده.