رئيس التحرير
علاء الجمل

وقف إطلاق النار أم هدنة إنسانية.. الطريق للسلام في غزة كيف يمر؟

مصر الآن

يرى العالم أجمع أن قوة هجوم الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة تتسبب للمدنيين بمعاناة لا يمكن تحملها، في ظل نقص الغذاء والمياه والإمدادات الطبية.

لكن وفق تحليل نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، الأسبوع الماضي، وأشار إليه موقع "روية" الإخباري، فيوجد خلاف حاد بشأن ما ينبغي فعله لتخفيف معاناة المدنيين في غزة، وكيفية تنظيم ووصف أي توقف في القتال.

فوزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، وحلفائه داخل الكيان الصهيوني الرئيسين دعوا إلى "هدنة إنسانية"، وهي وقف مؤقت للقتال من أجل إدخال المساعدات إلى القطاع. وعلى الجانب الآخر، دعت منظمات الإغاثة، وخبراء الأمم المتحدة، والدول الموالية لفلسطين إلى وقف كلي لإطلاق النار، ليزداد الخلاف حول مدة هذا التوقف، وشروطه.

وهاجم مؤيدو الخيارات المختلفة بعضهم البعض، وتبادلوا الاتهامات بالتواطؤ في الإرهاب، وجرائم الحرب، وقتل المدنيين. وما يزيد الجدل إرباكًا، وفق الجارديان، هو غياب التعريف القانوني الرسمي لوقف إطلاق النار أو الهدنة الإنسانية.

 

وفي هذا الصدد، قالت أستاذة القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان بجامعة لايدن بهولندا، هيلين دافي: "الفرق بين الاثنين سياسي أكثر منه قانوني، فوقف إطلاق النار أو وقف الأعمال العدائية يشير إلى (اتفاقية) تمثل نهاية دائمة للأعمال العدائية، واتفاقية وقف إطلاق النار تشير إلى مفاوضات، بالطبع، في حين أن الهدنة الإنسانية ترسل رسالة واضحة بأنها مؤقتة ولغرض واحد فقط".

معارضو وقف إطلاق النار يقولون إن إسرائيل لديها حاجة ملحة للدفاع عن نفسها ضد جماعة هددت بشن المزيد من الهجمات على المدنيين، وتنكر حق إسرائيل في الوجود. 

 

أما من يطالبون بوقف إطلاق النار فيقولون إن الهدنة الإنسانية لن توفر الوقت والأمن اللازمين لتلبية الاحتياجات المدنية الأساسية، نظرًا لحجم الضرر، والموت والحرمان في غزة، بعد شهر من القتال العنيف.

وأشار تقرير الجاريان إلى أن بعض البراجماتيين يحاولون سد الفجوة عن طريق القول بإنه ينبغي تأييد الهدنة الإنسانية لكونها خطوة أولى منقذة للأرواح تقود باتجاه اتفاقية دائمة.

وفي هذا الإطار، قال مستشار الأمن القومي السابق لديفيد كاميرون، بيتر ريكيتس: "هل يوجد مغزى من الدعوة لوقف إطلاق النار؟ إذا أردت اتخاذ موقف قائم على المبادئ، حسنًا، بالطبع يوجد مغزى. لكن إذا كنت مهتم بالمقترحات العملية كخطوة أولى نحو وقف إطلاق النار، يجب أن تكون الهدنة الإنسانية هي الأولوية”.

ووجهت مجموعة الأزمات الدولية دعوة مماثلة، مفادها أن "الخيار الأفضل الآن هو أن تضغط الولايات المتحدة وحلفاؤها على إسرائيل لوقف القصف، والوفاء بعهدها بالسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول إلى غزة، وتحديد الشروط لوقف إطلاق النار الدائم، ويشمل ذلك من أجل إعادة إعمار غزة".