رئيس التحرير
علاء الجمل

شاهيناز عباس تكتب:

قراءات في المعالجة الأدبية والإعلامية لـ القضية الفلسطينية

حوار مع والدي الدكتور نديم:

كيف حالك يا ابنتي ..هل مازلت علي عادتك في مثل هذة الأوقات العصيبة بانغماسك في قراءة الأدب الفلسطيني كما كنتي تفعلين دائما أم تغيرت أحوالك؟

هل مازلت تقبعين حزينة وحدك كلما تداخلت الأحداث المؤلمة بالنسبة لك وأصبحت مستعصية علي الفهم بالنسبة لك؟ فتبحثين وتبحثين في كتبك  كأنك ستجدين الإجابات الشافية بداخل هذه الأوراق.

هل مازلت تبتاعين العديد من الصحف اليومية لتقرأي المقالات السياسية والتقارير اليومية للأحداث لتفهمين المشهد بأكمله بمختلف التوجهات فتستطيعين تفسير ذلك إذا اقتضي منك الأمر؟

 

إليك يا والدي

أبي الحبيب... نعم مازلت كما أنا أتقمص دور الإعلامية المجتهدة  فأبحث حتي لا تفوتني شاردة أو واردة في الأحداث الدامية المتوالية على الساحة السياسية والإعلامية، وهي المجالات التي قد تتطلبها مني الأبحاث والترجمات في مجالي.. أما أنت يا والدي أما زلت تتابع القنوات الإخبارية ولا تكاد تغلقها ليلا أو نهارا، منفعلا ومتأثرا بالأحداث، ولكنك في النهاية تترك قناة "الجزيرة" لأنك لا تثق إلا في أخبارها ثم نجلس بعدها نتناقش فيما قرأناه وشاهدناه.. كم أفتقد هذه النقاشات أبي الحبيب.

نعم ما زلت أقرأ وقراءاتي الحالية في الأدب الفلسطيني وسأحكي لك هذه بعض هذه القراءات

رأيت غزة 

 

 "البحث عن وليد مسعود ورأيت رام الله".. ولكن عندما بدأت قراءة البحث عن وليد مسعود للأديب الكاتب جبرا إبراهيم جبرا تذكرت والدة يوسف والبحث عن ابنها المفقود، فتصفه وكأنها تراه أمامها "شعره كيرلي وابيضاني وحلو" عذرا أستاذ إبراهيم سأستعير منك العنوان فلنجعله "البحث عن يوسف" فهذا سيعطيني المساحة لتخيل الأحداث أكثر، فوليد مسعود ابتعد عن وطنه ليحقق نجاحات وظيفية وكان يعاني من مسألة الافتقاد، و عاني من مشكلة الهوية المفقودة فانعكست هذه علي حياته وحياة الكثيرين من حوله، أما البحث عن يوسف رأيناه أمامنا حقيقيا على الشاشات فهي أم مكلومة باكية تبحث عن ابنها وكأن ابنها هو هويتها المفقودة ولن تجد الراحة حتي تجده ولو جثمانا.

 

"رأيت رام الله.. أم رأيت غزة؟".. تعتبر رواية "رأيت رام الله" سيرة ذاتية للكاتب مريد البرغوثي، فهي تجربة السفر والهجرة من أجل الدراسة والعمل وحتي ترغب في العودة إلى بلادك مرة أخرى بعد ظروف الابتعاد بسبب الحرب، ماذا سترى؟ هل ستراها كما هي أم ستجد فيها أحوالا مغايرة وكأنها لم تعد هي؟ أما أنا فلا أرى سوى غزة تتحمل الأهوال وهي التي تستحق اسم الرواية "رأيت غزة" فما رأيناه لا نستطيع تجاوزه في حياتنا ليلا أو نهارا، ونتألم به في منامنا.. لك الله يا غزة.

 

قراءة نادية نديم لرواية "أعراس غزة"

 

إبراهيم نصر الله يتحدث في هذه الرواية عن زغاريد أهالي الشهداء في الجنازات، فهو دافع نفسي ينفي الهزيمة من داخلهم وكأنهم يقولون للعدو "لم ننهزم ولن تستطيع هزيمتنا مهما فعلت".

في غزة تتساوي فرص الحياة والموت كل يوم، بل ربما تتغلب فرص الموت أحيانا.. قد أضطر لـ اللجوء إلى أدب إبراهيم نصر الله كلما حدثت حرب علي غزة، فهو يدخلك في قلب القضية الفلسطينية، ويجعلك تعيش في ظروفها وكأنك بداخلها، ولكن مع كل هذه الإحباطات قد يعطيك فسحة من الأمل تظل بداخلك لتضيء ما قد أظلم بسبب إحساسك باليأس، ليتحول إلى قبس من نور، بأن الحرية قادمة لا محالة.