رئيس التحرير
علاء الجمل

أنور قرقاش: مصر والسعودية أهم ركيزتين في السياسة العربية

مصر الآن

دبي - مصر الآن:

أكد المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، الدكتور أنور بن محمد قرقاش، أن الجزء الرئيس في السياسة العربية يعتمد على عمودين أساسيين في أي سياسة عربية، هما عمود مصري وعمود سعودي، فكل نجاح لمصر أو للسعودية نعتبره نجاحاً عربياً يجب البناء عليه، ويعني ذلك إيجاد شراكات، مضيفاً: «لا نرى أنفسنا في دولة الإمارات نقوم بعمل عربي، وقد نكون مبادرين، دون وجود مصري أو وجود سعودي».

جاء ذلك خلال جلسة حوارية في اليوم الثاني لمنتدى الإعلام العربي بعنوان «المنطقة العربية ..السيناريو والمستقبل».
وقال: «لابد أن نعيد مفهوم التعاون العربي بحيث يكون جديداً بعيداً عن التعاون الأيديولوجي السابق، وأعتقد أن الدور المصري والسعودي مهم جداً لأنهما العمودان الرئيسيان لخيمة العرب، ودولة الإمارات شريك يبادر في العديد من الملفات منها مثلاً الملف السوري وغيرها، ونقوم بأدوار سباقة، ولكن سرعان ما نعود إلى التكتل».
وشدد قرقاش على ضرورة وجود صيغة للتعاون العربي بعيدة عن الصيغ الأيديولوجية القديمة، بحيث تكون هناك أسس جديدة لهذا التعاون، و«ودولة الإمارات لا تتحرك في أي ملف بنفسها، ولدنا قناعة بأننا نحتاج إلى شركاء يكونون في الملفات العربية من العرب وفي ملفات عديدة تكون دول غربية أو شرقية، وهذه القناعة مهمة جداً».


ولفت إلى أن السياسة الخارجية ادولة الإمارات وتوجهها حالياً، يمكن وضع ثلاثة عناوين رئيسة لها، العنوان الأول أنها سياسة خارجية معنية بالاستقرار، والمقصود به الاستقرار لدولة الإمارات والاستقرار للمنطقة، حيث يعني الاستقرار وجود حالة من تعزيز التعاون في المجالات الأخرى، إضافة إلى تعزيز القاسم المشترك والبناء عليه ومحاولة تقليص الجوانب الخلافية، لأنها أثبتت أن الثمن الذي يدفعه الجميع عالٍ جداً. تقليص الجوانب الخلافية، لأنها أثبتت الثمن الذي يدفعه الجميع عال جداً
والعنوان الثاني هو الازدهار، حيث تؤكد دولة الإمارات أن لديها مع المنطقة مساحة "جيواقتصادية" أكبر من مساحة "الجيوسياسية"، مضيفاً:«لا يمكن لشاب عربي موجود في إحدى الدول العربية التي تصارع وسائل التنمية كل يوم وهي عديدة، أن تكسبه بشعار الاستقرار وحده، ولكن يجب أن تكسبه بشعار الاستقرار والازدهار معاً».
وتابع قرقاش: عززت دولة الإمارات التنافسية الداخلية، ومن ثم تخطى ناتجها القومي لأول مرة حاجز النصف تريليون دولار، وذلك لبلد تعداد سكانه 10 ملايين، ومن ثم فإن ذلك يعد إنجازاً ضخماً».
وذكر أن دولة الإمارات لديها اتفاقيات مع العديد من الدول حول الشركات الاقتصادية على هذه القائمة، وأخيراً تم توقيع الممر الاقتصادي الذي لعبت فيه الإمارات دوراً رئيسياً في بلورة هذه الفكرة، ويبدأ هذه الممر من الهند ثم الإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل ويتجه إلى أوروبا، ولن يكون هذا الممر الاقتصادي الوحيد الذي ستعمل عليه دولة الإمارات. 
وبيّن أن دولة الإمارات لديها طموح بممرات اقتصادية أخرى لتصلها بتركيا وتعبر إيران وتصل بأفريقيا، لأن الحمض النووي لدولة الإمارات بخلاف التجارة والاقتصاد واللوجستيات نريد أن نكون في منتصف العالم، فشعار الازدهار من خلال الاقتصاد الاقليمي مهم.
أما العنوان الثالث للسياسة الخارجية الإماراتية فهو قيم الشفافية والوضوح.حساباتنا التنموية الكبيرة كدولة، وهذا


أعتقد أن القرار العربي الاستراتيجي بعودة سوريا قرار صائب، ولا يمكن أن القرار في سوريا تؤثر عليه دول مثل إيران أو تركيا أو روسيا، ولا يكون هناك صوت عربي، فهذا من الاستراتيجية، ومن الناحية العملية لابد أن نرى توجهاً من دمشق لمعالجة هذه الأمور، لجان دمشق في نهاية المطاف إعادة إعمار سوريا سيكون بدور عربي كبير، لذلك لابد أن تقوم دمشق بتسهيل القرار الاستراتيجي العربي.

وقال إن العالم العربي أصبح بسرعتين مختلفتين اقتصادياً، فدول الخليج على سرعة مختلفة، ودول أخرى عربية تصارع، منها السودان الذي كان يستعيد عافيته، لكنه دخل في مواجهة مسلحة بين القوات المسلحة وقوات التدخل السريع، وهو صراع عسكري يقوض كل الآمال في التحول الذي كان حادثاً في السودان.

وأضاف: « نريد لهذه العلاقات أن تتعزز، كما نريد لعلاقاتنا العربية أن تكون أقل سياسياً وأكبر اقتصادياً، وبها استفادة مستقبلاً».

واعتبر أن مؤتمر المناخ Cop28 الذي ستستضيفه الإمارات بعد نحو شهر من الآن، استكمالاً لـCop27 في شرم الشيخ، حيث سيركز على قضية التمويل، خاصة للعديد من دول الجنوب، لمواجهة آثار التغير المناخي، إضافة إلى أمور أخرى منها المراجعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في النسخ السابقة.