رئيس التحرير
علاء الجمل

بدر حسانين يكتب:

مراكز الدروس الخصوصية وتراجع دور المدرسة

استكمالا لمشروع الدروس الخصوصية ذلك المارثون الذي يبدأ الإستعداد له في نهاية شهر يوليو من كل عام  خلال الإجازة الصيفية، وأنا هنا أتسائل، كيف لهذا الطالب المقبل علي سنة دراسية جديدة أو مرحلة انتقالية أعلى أن يدرك مدى سهولة أو صعوبة هذه المادة أو تلك؟ حتي يتثنى له الحجز لهذه المادة في مرحلة مبكرة قبل بدء العام الدراسي، وهو لم يطلع عليها بعد؟.

مارثون الدروس الخصوصوية

 

ولكنه الواقع المرير الذي يفرض علي الطالب وولي الأمر، فهما يصابان بحالة من الحيرة والتوتر أمام ما يحدث  من "بورباجندا" الإعلانات عن الدروس الخصوصية التي يقوم بها بعض المعلمين بالصور  والعبارات الرنانة، والتي كلما أشاهدها أتذكر الإعلانات عن مسلسلات سلاحف النينجا التي كنا نشاهدها قديما وما بها من تشويق وإثارة، وهي في الأخير شخصيات وهمية.

وأمام هذا الواقع يصبح الطالب في حالة لا يحسد عليها فيسرع مهرولا للحاق بقطار الدروس الخصوصية قبل أن يفوته القطار، ونجد أن هذا الطالب قد تهيأ نفسيا مما يراه ويسمعه أن المدرسة ليس لها أية أهمية، وأن معظم المدرسين لايقوموا بالشرح داخل المدرسة، وهذا تعميم مرفوض، ومن هنا تبدأ الكارثة عند بداية العام الدراسي الجديد، فهؤلاء الطلاب نجدهم قد تقدموا في المناهج، وتصبح المدرسة بالنسبة لهم تحصيل حاصل، فربما لا يهتم بشرح المعلم أو أن يشوش علي زملائه داخل الفصل وهنا تتجه أصبع الاتهام نحو المعلم بعدم الشرح، وهنا يجد معلم الفصل نفسه أمام حالة من الفوضى التي تجعله لايسيطر علي الطلاب.

دور المدرسة الحالي

 

وللاسف المعلم وولي الأمر يشتركان في هذه الكارثة، ولكن المتحكم في هذا الأمر هم المعلمون لأنهم لو بدأوا حجز الدروس الخصوصية علي الاقل في الأسبوع الأول من العام الدراسي لادرك هذا  الطالب ما مدي احتياجه لمدرس لهذه المادة أو تلك من عدمه، وربما لو حدث ذلك لوجد الطالب أن مدرس المادة بالمدرسة في نفس مستوي المدرس الخارجي أو أفضل، وهنا يعود للمدرسة مكانتها وبالتالي تقل نفقات الأسرة علي الدروس الخصوصية، ونحن لسنا ضد الدروس الخصوصية علي طول الخط، ولكن لا نريد أن نعود الطالب علي الاتكالية واللامبالاة، ولترحموا أولياء الأمور، فمن لا يرحم لا يُرحم.. وللحديث بقية.