رئيس التحرير
علاء الجمل

"واشنطن بوست" ترصد الفرص الضائعة بين مصر وتركيا خلال سنوات القطيعة

أكدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن مصر وتركيا أنهيا الخلاف الأكثر عبثًا في الشرق الأوسط، بعد 10 سنوات من الجمود الدبلوماسي. 

وأشارت في تقرير نشرته اليوم الي أن هناك آفاقا كبيرة للتعاون الإقتصادي بين البلدين، كما أن هناك إمكانات هائلة للتعاون في استغلال الهيدروكربونات في شرق المتوسط. 

وقال التقرير إن تركيا ومصر بدأتا أخيرًا في تبادل السفراء. حيث تأمل قيادتا البلدين أن يؤدي استئناف العلاقات الطبيعية إلى تحقيق مكاسب مشتركة، وأن كان من غير مرجح أن يعوض ذلك تكلفة الفرص السنوات الضائعة في الخلافات.

وأضاف أنه ظل ظروف أخرى ، ربما تكون تركيا ومصر قد أقامتا شراكة هائلة، فالأولى تفتخر بالاقتصاد الأكثر تنوعًا وتطورًا في المنطقة، والأخيرة هي أكبر تجمع للسوق والعمالة، وكان هناك الكثير من الحديث عن المصالح الاقتصادية المشتركة، والوعد باتفاقية تجارة حرة مطورة، وتوقع وزير الاقتصاد التركي قبل سنوات الخلاف بأن التجارة الثنائية ستتضاعف إلى 10 مليارات دولار في وقت قصير.

وأشار إلى أنه على مدى عقد من الزمان وجد البلدان نفسيهما في العديد من صراعات المنطقة، ففي عام 2017 ، انضمت مصر إلى المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين في قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر ، أقرب حليف لتركيا في منطقة الخليج، وفي أوائل عام 2020 ، أرسل أردوغان قوات تركية إلى ليبيا لدعم الحكومة في طرابلس ، التي كانت مهددة من قبل خليفة حفتر ، المدعوم من مصر.، وفي وقت لاحق من ذلك العام ، انضمت مصر إلى قبرص واليونان وإسرائيل وإيطاليا والأردن والسلطة الفلسطينية لإنشاء منتدى غاز شرق المتوسط، واستثناء تركيا بشكل واضح. 

وأوضح أن التجارة بين البلدين نمت على مدار العقد الماضي، وساعدت طفرة واردات تركيا من الغاز الطبيعي المصري العام الماضي في نمو حجم التجارة المشتركة، وساهم تحسن العلاقات في دفع التجارة الثنائية إلى 7.76 مليار دولار. 

وقال إنه في حين أن الشراكة التركية المصرية ربما تكون قد شكلت تحديًا لدول الخليج العربية، باعتبار هذه الدول المركز الاقتصادي والسياسي المهيمن في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإن كلا البلدين أصبح الآن في حاجة لهذه الدول بسبب الأوضاع الإقتصادية. 
وتحدث عن الفرص التي ضاعت على البلدين بسبب الخلافات، فقد فات معظم شركات المقاولات التركية بناء العاصمة الإدارية الجديدة في مصر، كما لم يستفد المجمع الصناعي العسكري في مصر من ابتكار الشركات المصنعة للدفاع في تركيا.

وأضاف أنه قد تظهر فرص أخرى مع استمرار العلاقات بين البلدين في التحسن، مؤكدا أنه من الواضح أن هناك إمكانات كبيرة للتعاون في استغلال الهيدروكربونات في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​، خاصة إذا كان بإمكان مصر المساعدة في حل الخلافات بين تركيا والدول الساحلية الأخرى، كما من المتصور أن تقدم الشركات التركية عروض لشراء الشركات المصرية المطروحة للبيع.

وقال:كان بإمكان أنقرة والقاهرة موازنة نفوذ الدول النفطية في العالم العربي، وكان بإمكانهم جذب لاعبين إقليميين آخرين، ويتبادر إلى الذهن هنا العراق وليبيا على الفور، إلى كتلة اقتصادية قوية، وكان بإمكانهم مساعدة بعضهم البعض ليصبحوا أكثر قدرة على المنافسة ضد القوى العالمية في إفريقيا. 

وخلص إلى أن البلدين كان بإمكانهما أن يكونوا لاعبين أكبر في الجغرافيا السياسية لجنوب الكرة الأرضية.