رئيس التحرير
علاء الجمل

من أشعل فتيل المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ..؟!

أرشيفية
أرشيفية

دخلت الأزمة في السودان صباح يوم السبت  الماضي منعطفا بالغ الحساسية تحول بشراسة من السياسي إلى العسكري بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بين جناحي المكون العسكري في السودان، الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وبدأت الأزمة الحالية بين القوتين في التصاعد منذ يوم الخميس الماضي عندما أعلن الجيش السوداني أن تحركات قوات الدعم السريع، لا سيما في مدينة مروي، غير قانونية.

وما زال الغموض يلف ظروف اندلاع المواجهات صباح اليوم في العاصمة الخرطوم وفي عدد من مدن السودان.

وقد تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات بالمبادرة بالقتال، وسط حالة الشحن والتعبئة التي انخرط فيها الطرفان منذ أيام.

وقد وصلت العلاقة بين جناحي المكون العسكري في السودان (الجيش والدعم السريع) خلال الأيام الماضية إلى مستوى غير مسبوق من التوتر ينذر بمواجهة مباشرة، حيث حذر الجيش من أن البلاد تمر بـ"منعطف خطير" بعد انتشار قوات الدعم السريع المسلحة في الخرطوم ومدن رئيسية.

وقد طفت الخلافات بين الطرفين إلى السطح منذ أن بدأ الحديث عن دمج هذه القوات في جيش موحد.

تطورات ماقبل المواجهة 

ففي السادس من يونيوفي العام 2021 أعلن حميدتي أن الحديث عن دمج قوات الدعم السريع في الجيش يمكن أن يفكك البلد، وقال إن الدعم السريع قوة كبيرة وليس كتيبة أو سرية.

وقد تطورت الخلافات إلى أن صرح حميدتي في مقابلة تلفزيونية في أغسطسمن العام الماضي 2022  بأن إجراءات البرهان التي حل بموجبها مجلس السيادة في 2021 فشلت، وأن السودان أصبح بحال أسوأ.

وفي الخامس من ديسمبرمن العام الماضي وبتوقيع الاتفاق الإطاري المؤسس للفترة الانتقالية، عاد الخلاف بقوة بين الطرفين في مسألة دمج قوات الدعم السريع.

وتأكد ذلك عندما انسحب ممثلو الجيش من ورشة الإصلاح الأمني والعسكري نهاية مارس من العام  الماضي، وقبل ساعات من جلستها الختامية، لعدم شمول توصياتها جدولة زمنية لعملية الدمج.

وفي الثاني عشر من الشهر الجاري، بدأت قوات الدعم السريع الانتشار في مناطق بالعاصمة الخرطوم وبعض المدن دون علم قيادة الجيش أو تنسيق معها، مما أثار حفيظة القوات المسلحة.

رؤية المجلس السيادي الإنتقالي 

 قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان إن قوات الدعم السريع هي من هاجم مقرات الجيش في بيت الضيافة، وهو مقر إقامة رئيس مجلس السيادة، وعبّر عن تفاجئه بمهاجمة الدعم السريع منزله في التاسعة صباحا (بتوقيت السودان).

وأضاف رئيس مجلس السيادة للجزيرة أن قوات الدعم السريع تحرشت بالجيش في منطقة المدينة الرياضية (جنوبي العاصمة الخرطوم)، التي انطلقت منها شرارة اشتباكات اليوم السبت.

وحسب رئيس مجلس السيادة في السودان، فإن قوات الدعم السريع تسللت إلى مطار الخرطوم عبر صالة الحج والعمرة، مشيرا إلى أنها أحرقت بعض الطائرات، وأضاف أن القوات المسلحة تعاملت مع عناصر الدعم السريع في المطار.

ومن جهته، قال الجيش السوداني إنه لم يبدأ بالعدوان، وما حدث أن قواته تعرضت للهجوم من قبل من وصفها بالقوات المتمردة، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.

وقال الناطق باسم الجيش العميد نبيل عبد الله لوكالة الصحافة الفرنسية "هاجم مقاتلون من قوات الدعم السريع عدة معسكرات للجيش في الخرطوم ومناطق متفرقة في السودان". وأضاف أن "الاشتباكات مستمرة والجيش يؤدي واجبه في حماية البلاد".

للدعم السريع رأي آخر 

وبالمقابل، عبر قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) عن أسفه "للقتال مع أبناء شعبنا، لكن المجرم هو من أجبرنا على ذلك، القتال تم فرضه علينا بعد الاعتداء علينا وحصارنا، المعركة ستحسم خلال الأيام المقبلة".

وأكد أن قواته لم تهاجم أحدا، و"قتالنا رد فعل على حصارنا والاعتداء علينا، وفوجئنا اليوم بقوات كبيرة حاصرت قواتنا في أرض المعسكرات، وأمورنا جيدة جدا، ونسيطر على جميع المقرات".

كما قالت قوات الدعم السريع في بيان إنها "تفاجأت صباح يوم السبت بقوة كبيرة من القوات المسلحة تدخل إلى مقر وجود القوات (التابعة للدعم السريع) في أرض المعسكرات "سوبا" بالخرطوم، وتضرب حصارا على القوات الموجودة هناك، ثم تنهال عليها بهجوم كاسح بكافة أنواع الأسلحة.