رئيس التحرير
علاء الجمل

ماهذا الذي يجري في السودان ؟!

أكتب علي عجل على وقع القصف المتبادل من الأسلحة المتوسطة والثقيلة والمشاهد التي لم يألفها السودانيون لاشتباكات عنيفة متسارعة ومتنقلة ككرة اللهب المتدحرجة ، بمايهدد لاقدرالله ليس بإشعال العاصمة فقط بل بإشعال الحرب الأهلية القاصمة في هذا البلد العربي المسالم بأهله الطيبين لتحرق الأخضر واليابس .. ما وقع من اشتباكات عنيفة وصادمة ليس للأشقاء السودانيين فقط ولكن للأخوة العرب والمسلمين في هذا اليوم الدامي بالخرطوم حدثت بكل أسف بين ميليشيا " التدخل السريع " بقيادة " حمدان دقلو" نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، والقوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق البرهان القائد العام للجيش السوداني رئيس مجلس السيادة، اللذان كانا يمثلان جناحا " المكون العسكري " جدار الحماية للشعب والوطن ، ورغم الروايات المتناقضة بين الطرفين العسكريين ، حول اتهام كل طرف للآخربالتسبب في اندلاع الاقتتال، وحول السيطرة على مراكز استراتيجية بالعاصمة سواء ماكان منها صحيحا أو دعائي ، فإن ما وقع من اقتتال بما يشبه الحرب في حد ذاته جريمة وطنية في حق العباد والبلاد تنذر بالقاصمة ! مما يدعونا أولا إلى مطالبة الأطراف العسكرية السودلنية المتقاتلة إلى الانتصار على الذات والاستجابة إلى مناشدات السودانيين والعرب والمسلمين بالواصل معا والاتتفاق على وقف الاقتتال في أسرع وقت كأولى الأولويات ، والدخول في مفاوضات لحل الخلافات مهما كان حجمها أو طبيعتها سلميا بالحوار لعبور الفترة الانتقالية بالانتخابات في أسرع وقت ، وإسدال الستار فورا على هذا المشهد الانتحاري المريب  ،ومما يدعونا ثانيا أن نسجل رؤيتنا لماجرى ويجري ولماسيجري . 

1ـ إن مايجمعنا كمصريين بأشقائنا السودانيين من علاقات أخوية عائلية وقومية ودينية تجعلنا كأبناء "وادي النيل" نشعر كمصريين أننا أهل، وأن مايجري في السودان من خير يطمئننا وما يمسهم من سوء يقلقنا ، بما يجعل الشأن السوداني هو شأن مصري والشأن المصري شأن سوداني.. ومن هنا فإن أمن واستقرار السودان أمر يهمنا ويعنينا . 

2ـ إن ما يربط الدولة المصرية بالدولة بالسودانية من علاقات أزلية خاصة تتصل بما هو أمني وجغرافي واستراتيجي وبالحاضر والمستتقبل والمصير ، لايدع لأحدها خيارا في الاتحاد أو التكامل أو حتى التعامل مع الآخر، أيا كانت طبيعة النظام الحاكم في أي من البلدين الشقيقين ، بما يجعل من السودان عمقا استراتيجيا لمصر ومن مصر عمقا استراتيجيا للسودان .

 3ـ إن التحذير الذي أطلقه الرئيس البرهان في بداية الأزمة ردا على التحركات الغامضة لميليشيا "التدخل السريع" دون تنسيق مع قيادة الجيش بأن " السوادان يواجه منعطفا خطيرا " قد تحول بإعلان هذه الميليشيا المسلحة مهاجمة مواقع قيادة الجيش السوداني والقصر الجمهوري وإدعاء السيطرة على مطارات ومنشآت وقواعد عسكرية ، من منعطف سياسي خطير إلى منزلق وطني أخطربما يشكل تمردا ينبغي مواجهته . 

4ـ إن هذه المليشيا التي كونها نظام البشير منذ 30 عاما كقوة حرس عسكري ل" حزب المؤتمر الوطني " الإخواني والتي غيرت جلدها بعد سقوط البشير وادعت ولاءها للجيش والثورة ،أصرت  بما يبعث على الريبة على استمرارها كميليشيا موازية للجيش الوطني الذي يقوم بواجباته الدستورية والوطنية في حماية إرادة الشعب وسلامة الوطن .

 5ـ إن ماجرى ويجري أمامنا من مشاهد مأساوية دامية بعد الاحتكام إلى السلاح بين الشقيق وشقيقه لحسابت ذاتية ومصلحية وحزبية ضيقة من الطرف الذيب بتمرد مسلح على قيادته العسكرية بالمخالفة للقانون ورفع السلاح على جيشه الوطني الحارس للوطن بسيناريو تختلط فيه الفتنة الداخلية بالمؤامرة الأجنببية لتدميروتفكيك السودان إنما يضعه في الطابور المعادي للوطن . 

6ـ كان للسودان دوره العربي والإسلامي المؤثر والجسر العربي الأفريقي الحيوي ، وهوالذي جمع القادة العرب بحضورالرئيس جمال عبد الناصر والملك فيصل آل سعود في قمة الخرطوم التاريخية بلاءاتها الثلاث الشهيرة لدعم دول المواجهة الثلاث مصر وسوريا والأرد ن بعد هزيمة 67، وهو أحد الذين شاركوا بقوات من جيشه الوطني في حرب الاستنزاف على جبهة القناة وفي حرب رمضان المجيدة عام 73. 

7ــ .. لهذا لم يكن غريبا أن كان على السودان أن يدفع الثمن السودان ضمن الدول العربية السبع المستهدفة التي قررالمخطط الصهيو أمريكي الشريرتفكيكها وتقسيمها إلى جانب الصومال والعراق وسوريا ولبنان والسعودية ومصر ، ومن هنا يأتي واجب العرب والمسلمين وفي المقدمة مصر والسعودية السعي لوأد الفتنة سوإوء كانت إخوانية أو شيوعية وهزيمة المؤامرة صهيونية كانت أوأمريكية ، حماية للأمن الوطني السوداني وللأمن القومي العربي .