رئيس التحرير
علاء الجمل

شهر العبادات بالمبادرات والمشروعات

بعدما أطل علينا شهر رمضان المبارك هذا العام لننهل من خيره ، ونرتوي ببركته، تهل علينا اليوم الليالي العشر الأخيرة المباركة بأنوارها وبشراها، ففيها ليلة القدر المباركة ببركة نزول القرآن العربي الكريم بنوره وهداه على نبينا العربي الكريم عليه الصلاة والسلام ..
ولمن لايدرك قدر ليلة القدر، أنزل الله في كتابه العزيز سورة القدر ،قائلا  سبحانه : " إنا أنزلناه في ليلة القدر، وما أدراك ماليلة القدر ،ليلة القدر خير من ألف شهر، تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر،سلام هي حتى مطلع الفجر" صدق الله العظيم .
أطل علينا رمضان والأمة العربية والإسلامية كلها بحاجة إلى أنواره لتبديد ظلمة القلوب وظلم العقول، وإلى قرآنه الكريم الهادي إلى الحق والعدل والأمن والسلام والداعي إلى الوحدة والتوحيد، توحيد الناس في الأرض وتوحيد الله في السماء ، وتلك مسئولية العلماء أولا والأمراء ثانيا مصداقا للحدث النبوي الشريف القائل : " طائفتان من أمتي إذا صلحتا صلحت الأمة وإذا فسدتا فسدت الأمة ، العلماء والأمراء " .
حيث نشهد في الأمة الإسلامية التي يشكل الوطن العربي بقدسها الشريف قلبها وبمسجدها الأقصى المبارك قبلتها ، وفي فلسطين همها وجرحها، بفعل استمرار الاحتلال الصهيوني الإرهابي وبجرائمة اللا إنسانية الجبانة ضد شعبنا العربي الفلسطيني، وضد مقدسات المسلمين والمسيحيين العرب في المدينة المقدسة دون ردع إلا من مقاومة العرب في فلسطين 48 والضفة والقطاع .
 ولأننا في شهر الصبر والنصر تتطلع شعوب الأمة إلى أمرائها وعلمائها وإعلامها ومثقفها  وقادة الرأي فيها لصنع الخير ولدفع الشر عن كل شعب وكل بلد عربي وإسلامي في كل مجال تنتظر منهم الانتصار لشعوبهم وأوطانهم بكل ماهو حق وعدل وضد كل ما هو ظلم وظلام ..
نتطلع إلى كل قول وفعل رسمي أو شعبي لتحريم وتجريم الاقتتال الأهلي والانقسام الوطني ووضع نهاية للفتن السياسية والمذهبية والعرقية العبثية ، ونتمنى فعلاً حقيقياً باتجاه مصالحات وطنية في فلسطين، وسوريا وليبيا والعراق واليمن وفي السودان ولبنان ، رفضا للشجار والتصادم ودعوة للحوار والتفاهم ، بين عربي وعربي ، ومسلم ومسلم ، ومسلم وعربي تجاوزا للشقاق ووصولا إلى الوفاق . 
نتمنى عقد مصالحات إنسانية ولقاءات روحية لا سياسية جامعة بين الأمراء العرب والمسلمين، وصلوات لا مفرقة بين العلماء و حوارات فكرية وفقهية بين المذاهب في خير الشهور ، ففي تصالح العلماء والأمراء رحمة وفي توافقهم كل الخيرات لأنفسهم ولأوطانهم.. وأقترح أن يكون محور لقاءاتهم توحيد صناديق الزكاة في الدول الإسلامية في صندوق واحد برعاية منظمة التعاون الإ سلامي لتوزيعه على المستحقين في كل بلاد المسلمين . 
وأخيرا ..نتطلع لأن يكون رمضان في كل عام شهراً للمبادرات الإنسانية والمشروعات التنموية ، والتي شهدنا منها بفضل الله العديد من المبادرات والمشروعات في مصر في رمضان هذا العام ، لزيادة الانتاج والتكامل الزراعي والصناعي للدول الإسلامية بهدف تحقق الكفاية للاستهلاك ،وتقليل الاستيراد، وزيادة التصدير، وزيادة التشغيل للطاقة البشرية في بلاد المسلمين، فالانتاج هو الحل الحقيقي لكل الأزمات ..
شهراً ..تُعلن فيه القرارات الكبرى لمحاربة الفساد والجشع والتلاعب في الأسواق والتصدي بحزم للغلاء في أسعار الغذاء وللمتاجرين في قوت الشعب.  
شهراً .. يعلن فيه الأغنياء دوما عن أوقاف خيرية للتنمية الإنسانية والرعاية الصحية والتعليمية والتدريبية، وعن مشروعات صناعية وزراعية وتجارية للمحتاجين والفقراء.. شهراً .. تعلن فيه البلاد الإسلامية عن إنشاء صناديق للزكاة والزواج والقرض الحسن، وعن بنوك للفقراء ، وعن مدارس ومستشفيات لغير القادرين ليكون رمضان بحق هو شهر العبادات بالرحمات والمكرمات والخيرات والبركات .