رئيس التحرير
علاء الجمل

وزارة الأوقاف تحتفل بذكرى غزوة بدر

وزارة الأوقاف تحتفل
وزارة الأوقاف تحتفل بذكرى غزوة بدر

احتفلت وزارة الأوقاف، بذكرى انتصار يوم بدر، بمسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) بالقاهرة، أمس، عقب صلاة التراويح.

يأتي هذا في إطار الدور التوعوي والعمل على إزكاء الروح الإيمانية والوطنية، ونشر الوعي الديني والمجتمعي، بحضور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وخالد عبدالعال محافظ القاهرة، وعبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية، والسيد محمود الشريف نقيب السادة الأشراف، وهشام عبدالعزيز علي رئيس القطاع الديني، وأيمن أبو عمر رئيس الإدارة المركزية لشئون الدعوة، وخالد صلاح الدين مدير مديرية أوقاف القاهرة، ولفيف من القيادات الدينية بوزارة الأوقاف، والقيادات التنفيذية والشعبية، وجمع غفير من المصلين.

كلمة وزير الأوقاف

وفي كلمته، قدم علي الله الجمال، إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها)، التهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي والشعب المصري، سائلا الله (عز وجل) أن يحفظ مصر وأهلها، ومؤكّدا أن في تاريخ كل أمة من الأمم أيام تعتز بها وتفتخر، تلك الأيام التي وصفها ربنا (عز وجل) في القرآن الكريم، فقال: «وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ»، فجعلها سبحانه منسوبة إليه فهي من نعمائه.. ومن هذه الأيام يوم بدر، ورغم ظهور العناية الإلهية والتأييد الرباني في هذا اليوم العظيم، فإن همم الصحابة لم تتوقف، مدركين أن الأمر الإلهي هو قبلتهم، فاهمين لقوله تعالي: "وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ".

وأشار إلى أن القرآن يحرك المشاعر الإيجابية، فيأمر السيدة مريم وهي في عز الحاجة إلى سند ومعين بقوله: "وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ"، فالقرآن الكريم يقرر أن الانتصار متحقق بصدق اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى، يقول سبحانه: "وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"، وبعد تمام النصر يقرر القرآن الكريم نعمة ربانية، حيث يقول سبحانه: "فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"، مؤكدًا أن الإخلاص والصدق والإيمان من أهم عوامل النصر، يقول سبحانه: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ"، ويقول سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ".

وأوضح أنه بتلك الأيام وفي هذه المواقف تبرز معادن الرجال، فعن عبد الله بن عبَّاس (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "أشيروا عليَّ أيها النَّاس - وإنَّما يريد الأنصار - وذلك أنَّهم كانوا عدد النَّاس، وذلك أنَّهم حين بايعوه بالعقبة، قالوا: يا رسول الله، إنَّا برآء من ذمامك حتى تصل إلى دارنا، فإذا وصلت إلينا فأنت في ذممنا، نمنعك ممَّا نمنع منه أبناءنا ونساءنا، فكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتخوَّف ألَّا تكون الأنصار ترى عليها نصرته إلَّا ممَّن دَهَمه بالمدينة من عدوِّه، وأن ليس عليهم أن يسير بهم إلى عدوٍّ من بلادهم، فلمَّا قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذلك، قال له سعد بن معاذ (رضي الله عنه): والله لكأنَّك تريدنا يا رسول الله؟ قال: أجل، قال: فقد آمنَّا بك، وصدَّقناك، وشهدنا أنَّ ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا، فامض يا رسول الله لما أمرك الله، فو الذي بعثك بالحقِّ، إن استعرضت بنا هذا البحر، فخضته لخضناه معك، ما يتخلَّف منَّا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدوَّنا غدًا، إنَّا لصُبُرٌ في الحرب، صُدُقٌ عند اللِّقاء، ولعلَّ الله يريك منَّا ما تقرُّ به عينك، فسِر بنا على بركة الله، فسُرَّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بقول سعد، ونشَّطه ذلك، ثمَّ قال: سيروا على بركة الله وأبشروا، فإنَّ الله قد وعدني إحدى الطَّائفتين، والله لكأنِّي الآن أنظر إلى مصارع القوم"، فإذا كان المرء صادقًا مع الله منحه الله القوة والتأييد.